2014-12-01 13:35:00

البابا يستقبل أساقفة سويسرا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة سويسرا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، وسلّمهم كلمة ضمنها تحية شكر وتقدير على عملهم في خدمة شعب الله، وقال إن سويسرا هو بلد سلام وتعايش ثقافي وطائفي ومقرّ المنظمات الدولية المهمة من أجل السلام والعمل والحركة المسكونيّة، ونوّه بالتزام الشعب السويسري في أعمال المحبة تجاه الفقراء والمنبوذين كانعكاس لمحبة الآب.

هذا وأشار البابا فرنسيس إلى المسؤولية الكبيرة للأساقفة بالحفاظ على شعلة الإيمان حية في البلاد لأنه بدون هذا الإيمان الحي بالمسيح القائم من الموت تفقد جميع الأعمال والمؤسسات روحها وتصبح جميع الكنائس والأديار الجميلة متاحف خالية، وقال إن الرسالة الموكلة إليكم هي رعاية القطيع بالسير معه، فشعب الله لا يمكنه أن يقوم بدون رعاته أساقفة وكهنة؛ فالرب قد منح الكنيسة عطيّة الخلافة الرسوليّة في خدمة وحدة الإيمان ونقله الكامل. إنها عطيّة ثمينة بالإضافة إلى المجمعيّة التي تصدر عنها وبالتالي إذا عرفنا كيف نجعلها فعّالة ونقدّرها في دعم بعضنا البعض، فنعيشها ونقود الذين يرسلهم الرب إلينا نحو اللقاء به "الطريق والحق والحياة" فسيتمكن عندها هؤلاء الأشخاص ولاسيما الأجيال الشابة من إيجاد الدوافع للإيمان والرجاء.

هذا وشجّع البابا فرنسيس الأساقفة على متابعة جهودهم في تنشئة الإكليريكيين إذ أنهم مستقبل الكنيسة، وهي تحتاج لكهنة يسمحون للمسيح بأن يلتقي بهم ويجعلهم شبيهين به فيقودوا البشر على طريقه، وبالتالي ينبغي عليهم أن يتعلموا كيف يقيمون في حضرته ويقبلون كلمته ويتغذون بالإفخارستيا ويشهدون لقيمة سرّ التوبة الخلاصية. وقال أدعوكم للسهر على كهنتكم وتكريس لهم الوقت وخصوصًا للذين ابتعدوا عن معنى الأبوة الأسقفية أو نسوه، فالحوار الأخوي الحقيقي والمتواضع غالبًا ما يسمح بانطلاقة جديدة.

هذا وأشار البابا إلى ضرورة التعاون بين الكهنة والعلمانيين، مؤكدًا على أهمية رسالتهم في الكنيسة والمساهمة التي يقدمونها في الرعايا والمؤسسات الكنسيّة، وشجّع الأب الأقدس الأساقفة على متابعة تنشئة المعمدين حول حقائق الإيمان وأهميتها في حياتهم الليتورجية والراعوية في الكنيسة، فتُثمر فيهم نعمة المعمودية ويسيروا معًا نحو القداسة ويعملوا من أجل خير الجميع.

كما توقف الأب الأقدس عند أهمية العمل المسكوني والمساهمة التي يقدمها ليس من أجل وحدة الكنيسة فقط وإنما من أجل وحدة العائلة البشرية، وشجع الأساقفة على تعزيز تعايش خصب سلمي وأخوي بين الجماعات المختلفة. ثم تحدث الأب الأقدس عن البعد الاجتماعي للإنجيل وأكّد أنه من واجبنا أن نساهم في جعله في متناول الجميع دون تشويه جماله والتخفيف من أهمية رسالته ليطال كل إنسان في إطار حياته وصعوباتها اليومية.

تابع الأب الأقدس يقول إن الكنيسة تولد من العنصرة. ففي العنصرة، خرج الرسل وبدأوا يتكلمون بجميع اللغات مظهرين هكذا للناس، بقوة الروح القدس، إيمانهم الحي بالمسيح القائم من الموت؛ فالمخلص يدعونا على الدوام لنبشر الجميع بالإنجيل، وبالتالي يجب علينا أن نحمل البشرى السارة وننطلق إلى الأمام حاملين معنا شهادة التلاميذ الأوائل: "فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك" (أعمال 2، 32).

وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة سويسرا الكاثوليك مؤكدًا لهم صلاته وحثهم على الاهتمام بحقل الله بحماس وصبر بالنظر دائمًا إلى الحقيقة وشجّعهم على المضي قدمًا مع كهنتهم وأبرشياتهم موكلين مستقبل البشارة في البلاد للعذراء مريم.








All the contents on this site are copyrighted ©.