2014-11-27 14:43:00

كلمة البابا للمشاركين في المؤتمر الدولي للرعوية في المدن الكبرى


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان، المشاركين في المؤتمر الدولي للرعوية  في المدن الكبرى يتقدمهم الكاردينال سيستاش، رئيس أساقفة برشلونة. ووجه الأب الأقدس كلمة تحدث فيها عن خبرته الرعوية الشخصية حينما كان رئيس أساقفة بوينوس آيريس التي وكما ذكّر هي من بين أكثر مدن العالم اكتظاظا بالسكان. وأضاف البابا أن هذا اللقاء يشكل فرصة مناسبة للتعمق بالتحديات والنواحي المتعلقة برعوية المدن وشدد على أهمية التحلي بشجاعة القيام بعمل رعوي للبشارة بالإنجيل، بجرأة وبدون خوف.

أشار البابا فرنسيس في كلمته لإدراك الكنيسة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب قوة التقوى الشعبية، وقال إن الله يكلّمنا اليوم أيضا ـ كما فعل دائما ـ بواسطة الفقراء، وأضاف أن المدن الكبرى يقطنها اليوم بشكل عام عدد كبير من المهاجرين والفقراء القادمين من مناطق ريفية أو باقي القارات، مع ثقافات أخرى، وأشار إلى أنهم حجاج الحياة، يتحلّون مرات كثيرة بقوة المضي قدما بفضل اختبار عميق للإيمان بالله. وتابع البابا قائلا إن للمدينة وجهًا آخر لا يمكن إخفاؤه، ويبان بوضوح أكبر في العديد من المدن: الفقراء والمهمشون، وأكد أن الكنيسة لا تستطيع أن تتجاهل صراخهم، وتحدث عن فقراء كثيرين، ضحايا أشكال فقرٍ قديمة وجديدة. فقر اقتصادي، اجتماعي، أخلاقي وروحي. فقر يمهمّش الأشخاص، أبناء الله.

تابع البابا فرنسيس كلمته مشددا على أهمية الخروج للقاء الله في الفقراء، وللإصغاء إلى الناس والسير معهم، وتسهيل اللقاء أيضا مع الرب، وأكد أنه من خلال الشهادة، تزرع الكنيسة حبّة الخردل في قلب المدن، وأشار إلى أن الشهادة الملموسة على الرحمة والحنان، والتي تسعى لأن تكون حاضرة في الضواحي الوجودية والفقيرة، تقدّم إرشادا ومعنى لحياة المدينة، ونساهم هكذا كمسيحيين في بناء مدينة في العدالة والتضامن والسلام. وأضاف البابا يقول: من خلال العمل الرعوي الاجتماعي ـ وكما فعلت الكنيسة دائما على مر العصور ـ نستطيع الاهتمام بالأشد فقرا من خلال أعمال تجعل ملكوت الله حاضرا وتنشره. ولفت الأب الأقدس أيضا للعمل الرعوي المسكوني في خدمة الفقراء مع الأخوة من باقي الكنائس والجماعات الكنسية.

وفي ختام كلمته للمشاركين في المؤتمر الدولي للرعوية في المدن الكبرى، عبّر قداسة البابا فرنسيس عن سروره بالمسيرة التي نقوم بها معا على خطى عدد كبير من الرعاة القديسين الذين سبقونا ومن بينهم الطوباوي جوفاني باتيستا مونتيني الذي اعتنى بالعمل الرعوي في المدينة بغيرة كبيرة خلال خدمته الأسقفية في ميلانو.








All the contents on this site are copyrighted ©.