2014-11-27 14:08:00

البابا فرنسيس: لا ينبغي على المسيحي أن يستسلم لليأس


"حتى في وسط الصعوبات لا ينبغي على المسيحي أن يستسلم لليأس" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، ونبّه المؤمنين من الفساد والتلهّي اللذين يبعداننا عن لقاء الرب.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر رؤيا القديس يوحنا والتي نقرأ فيها عن سقوط بابل ومن إنجيل القديس لوقا الذي نقرأ فيه كلمات يسوع عن سقوط أورشليم، وقال إن هاتين القراءتين تخبراننا عن نهاية العالم، من خلال الحديث عن هاتين المدينتين العظيمتين اللتين لم تقبلا الرب وحسب بل ابتعدتا عنه أيضًا. لكن سقوط هاتين المدينتين يتم لأسباب مختلفة، فبابل هي رمز للشر والخطيئة وهي تسقط بسبب الفساد، فقد كانت تعتبر نفسها سيّدة على العالم وعلى ذاتها، ولكن عندما تكثر الخطيئة تضعف القدرة على المواجهة ويبدأ العفن والانحلال، وهذا ما يحصل أيضًا مع الأشخاص الفاسدين. ذلك لأن الفساد يمنحك أولاً بعض السعادة والسلطة ويجعلك تفتخر بذاتك فلا يترك مكانًا للرب ولا للارتداد... وكلمة فساد تقول لنا الكثير اليوم: لا الفساد الاقتصادي فقط وإنما فساد الخطايا المتعدّدة، فساد الروح الوثني وروح العالم، وهذا النوع من الفساد هو الأسوأ.

تابع البابا فرنسيس يقول: هذه الثقافة الفاسدة تجعلنا نشعر بالإكتمال والاكتفاء كما ولو أننا في الجنة، ولكنها عفنة ومنتنة في داخلها، وفي صورة بابل يمكنا أن نرى كل مجتمع وكل ثقافة لا بل كل شخص بعيد عن الله وعن محبة القريب. أما أورشليم فسقوطها هو لأسباب أخرى، أورشليم هي عروسة الرب ولكنها لم تتنبّه لافتقاده لها ولذلك بكى يسوع عليها. فبابل قد سقطت بسبب الفساد أما أورشليم فبسبب التلهّي، ولعدم استقبالها للرب الذي جاء ليخلّصها. لم تكن تشعر بحاجتها للخلاص، وكانت مكتفية بكتابات الأنبياء وشريعة موسى ومنغلقة عليها وبالتالي أقفلت الأبواب في وجه الرب ولم تفسح له المجال ليخلّصها! لقد قرع الرب على بابها ولكنها لم تستقبله ولم تصغ إليه ولم تسمح له بان يخلصها، فسقطت...

أضاف الأب الأقدس يقول: يمكن لهذين المثلين أن يجعلانا نفكر بحياتنا فيسأل كل منا نفسه: هل أنا شبيه ببابل الفاسدة المكتفية بنفسها أو بأورشليم المتلهّية؟ إن الرسالة التي تحملها لنا الكنيسة من خلال هذين النصين ليست رسالة خراب وإنما هي وعد رجاء، فيسوع يقوله لنا بوضوح: "وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين، وَارفَعوا رُؤُوسَكُم، لأنَّ اِفتِداءَكم أصبح قريبًا". وعندما نفكر بالنهاية، مع خطايانا وتاريخنا الشخصي لنفكر بالفرح الذي دُعينا إليه ولنرفع رؤوسنا بدون يأس ولنتحلى بالرجاء. صحيح أن الواقع أليم وهناك الكثير من الشعوب التي تتألم كما وأن هناك الكثير من الحروب والكراهية والحسد والفساد ولكن لنطلب من الرب نعمة أن نكون دائمًا مستعدين للفرح السماوي الذي ينتظرنا!         

 

 

        








All the contents on this site are copyrighted ©.