رئيس الأساقفة أوزا يطالب الدول بحماية الأقليات الدينية والعرقية

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا في منتدى عُقد يوم الخميس الفائت حول موضوع "حماية الأقليات الدينية حول العالم". وألقى مداخلة استهلها متوجها بالشكر إلى التحالف الأممي للحضارات ومنظمة باكس رومانا على تنظيمهما هذا الحدث الهام الذي يشكل مسألة ساخنة وفي غاية من الأهمية. وأكد أن الأقليات الدينية تتعرض غالبا لشتى أنواع التجاوزات وتُنتهك حقوقها الرئيسة بسبب انتمائها ومعتقداتها الدينية وحسب. وذكّر سيادته بالنداء الذي وجهه البابا فرنسيس إلى المسؤولين السياسيين، على الصعيدين المحلي والدولي، وإلى جميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة حاثا إياهم على إيقاظ الضمائر حيال ما يتعرض له المسيحيون وأتباع الأقليات الدينية كافة من اضطهادات حول العالم.

وأكد رئيس الأساقفة أوزا أن هذا اللقاء يرمي إلى تحسيس الأشخاص حيال هذه الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأقليات الدينية اليوم في أنحاء عدة من العالم على الرغم من الجهود الحميدة التي يبذلها الأشخاص والمؤسسات لمساعدتهم. لم تخل كلمة المسؤول الفاتيكاني من التعبير عن قلقه حيال اضطهاد أتباع الأقليات العرقية والدينية، بما في ذلك المسيحيون، على يد تنظيم داعش ولفت إلى أن معاملة هؤلاء للأشخاص الذين لا يشاطرونهم تفسيرهم للنصوص الدينية تشكل انتهاكا لأبسط الحقوق الإنسانية. وهذا ما يعكس الضرر الكبير الناتج عن تشويه الدين والذي يعاني منه الأشخاص والدين نفسه.

وقال سيادته إن الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة التنديد بهذه الانتهاكات باعتبارها خرقا فاضحا لحقوق الإنسان الأساسية وبالتالي لا بد من التعامل معها من هذا المنظار. كما يدعو الكرسي الرسولي جميع الجهات المعنية في منظمة الأمم المتحدة إلى التدخل للحيلولة دون وقوع مجازر جديدة بحق أقليات عرقية ودينية لا حول لها ولا قوة. كما أن الأمم المتحدة مدعوة في هذا السياق إلى تعزيز الإطار القضائي الدولي وممارسة مسؤولياتها من أجل حماية الأشخاص من عمليات الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية وكل أشكال العدوان الظالم.

واعتبر رئيس الأساقفة أوزا ـ في ختام مداخلته ـ أنه آن الأوان لاتخاذ قرارات شجاعة مستخلصين العبر من أخطاء الماضي، آملا أن يشكل هذا اللقاء مناسبة لتذكير القادة الدينيين والمدنيين بمسوؤلياتهم في مجال ضمان احترام الأقليات الدينية والحيلولة دون تغذية التمييز والعنف بحق هؤلاء.