2014-11-17 14:31:00

البابا: العائلة هي المدرسة الأولى حيث نتعلم تقدير مواهبنا ومواهب الآخرين


التقى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة السينودس بالفاتيكان المشاركين في ندوة دولية حول التكامل بين الرجل والمرأة، ينظمها مجمع عقيدة الإيمان برئاسة الكاردينال مولير، من السابع عشر وحتى التاسع عشر من تشرين الثاني نوفمبر. وقال الحبر الأعظم إن كلمة "تكامل" ثمينة جدا، وأشار إلى أن المسيحيين يجدون معناها في رسالة القديس بولس الأولى لأهل قورنتس حيت يقول إن الروح القدس أعطى كل واحد مواهب متعددة، فكما أن أعضاء الجسد تكمّل بعضها البعض من أجل خير الجسد كله، تستطيع مواهب كل واحد أن تساهم من أجل خير الكل. ولفت البابا إلى أن التأمل حول التكامل يعني التأمل بكلمة أساسية هي التناغم، وأضاف أن التكامل بين الرجل والمرأة هو في أساس الزواج والعائلة التي هي المدرسة الأولى حيث نتعلّم تقدير مواهبنا ومواهب الآخرين، وحيث نتعلّم فنّ العيش معا. وأشار إلى أن العائلة هي المكان الأساسي حيث نبدأ "بتنفس" القيم والمثل، وبعيش الفضائل والمحبة.

تابع البابا أن العائلات هي في الوقت عينه مكان توترات: بين الأنانية والمحبة، بين رغبات سريعة وأهداف طويلة الأمد... لكن العائلات تقدم أيضا البيئة حيث تُحل توترات كهذه، وهذا أمر فائق الأهمية. وأشار الأب الأقدس إلى أن للتكامل أشكالا متعددة إذ يقدم كل رجل وامرأة الإسهام الخاص في الزواج وتربية الأبناء. فيصبح التكامل هكذا غنى كبيرا. وتابع البابا فرنسيس كلمته للمشاركين في الندوة الدولية التي ينظمها مجمع عقيدة الإيمان مشيرا إلى أن الزواج والعائلة هما في أزمة في زماننا الحاضر، وتوقف عند ثقافة المؤقت حيث يعدل أشخاص أكثر فأكثر عن الزواج كالتزام علني. ولفت البابا إلى أن تراجع ثقافة الزواج مرتبط بتنامي الفقر ومشاكل اجتماعية كثيرة يعاني منها كل من النساء والأطفال والمسنين. وأضاف البابا أن أزمة العائلة ولّدت أزمة إيكولوجيا بشرية، وأشار إلى أن البيئات الاجتماعية كما الطبيعية تحتاج لحماية.  

أكد البابا أن العائلة هي أساس التعايش والضمانة ضد التفكك الاجتماعي، وقال: من حق الأطفال أن ينموا في عائلة مع أب وأم قادرين على خلق بيئة ملائمة لنموهم ونضجهم العاطفي. ولهذا، تابع الأب الأقدس أنه أراد تسليط الضوء من خلال الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" على الإسهام الجوهري الذي يقدمه الزواج للمجتمع. كما لفت في كلمته لأهمية التفكير بالشباب الذين يمثلون المستقبل، إذ من الأهمية بمكان ألاّ ينجروا وراء ذهنية المؤقت. وفي ختام كلمته للمشاركين في الندوة الدولية التي ينظمها مجمع عقيدة الإيمان حول التكامل بين الرجل والمرأة، أمل البابا فرنسيس بأن تشكل هذه الندوة مصدر إلهام لجميع الذين يبحثون عن تقوية اتحاد الرجل والمرأة في الزواج كخير فريد، طبيعي، جوهري وجميل للأشخاص والعائلات والجماعات والمجتمعات. وأكد الأب الأقدس أنه سيزور فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية في أيلول سبتمبر من العام 2015 لمناسبة اللقاء العالمي الثامن للعائلات.








All the contents on this site are copyrighted ©.