2014-11-15 13:33:00

البيان الختامي للدورة السنوية 48 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


اختتم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية العادية الثامنة والأربعين، وقد عُقدت في الكرسي البطريركي الماروني في بكركي من العاشر وحتى الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2014 وتمحورت حول موضوع "العائلة المسيحية في لبنان: واقعها، رسالتها، وخدمة الكنيسة". ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، وبعد الصلاة الافتتاحية، ألقى رئيس المجلس، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كلمة نوّه فيها بدور العائلة في الكنيسة والمجتمع ذاكرًا التحديات التي تتعرض لها. وأكّد أن الكنيسة ستضاعف جهودها في خدمة العائلات وشدّد على مسؤولية الدولة في ما يختص بحياة العائلة الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والوطنية، كما وندّد بأصحاب السلطة السياسية وبخاصة المجلس النيابي الذي أحجم إلى اليوم عن واجب انتخاب رئيس للجمهورية، فيما سارع إلى التمديد لنفسه، وكل ذلك خلافًا للدستور.

وجاء في البيان الختامي أن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يشيد بالعائلات المسيحية التي تحافظ على قدسية الزواج وقيمه، ويحثّ العائلات الناشئة على الاهتمام بإعداد زواجها والتمسّك بالقيم المسيحية وعدم الانجرار إلى ما تحمله وسائل الإعلام من تعاليم منافية للقيم الإنجيلية وتقاليدنا اللبنانية العريقة. ويوصي الأبرشيات بمتابعة دراسة موضوع العائلة كمشاركة منها في إعداد سينودس الأساقفة الخاص بالعائلة الذي سيعقد في الفاتيكان عام 2015. واطّلع المجلس على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة للمجلس وناقشوا أعمالها وأعطوا بشأنها التوجيهات المناسبة لاستمرار نشاطها في خدمة المؤمنين والمجتمع.

هذا ولم تغب عن بال المجتمعين الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها المواطنون والمواطنات، لاسيما العائلات، وناشدوا أصحاب القرار في الدولة اللبنانية إيلاء الاهتمام الكافي بهموم الناس ليؤمنوا لكل المواطنين الحدّ الأدنى من الخدمات العامة. كما تطرّقوا للحرب الدائرة في سوريا والعراق وما تتركه من آثار على الأوضاع العامة في لبنان. وهم إذ يكرّرون مناشدتهم المراجع الدولية كي تبذل جهودًا أكبر لإحلال الوفاق والسلام في هذين البلدين المدمّرين بشرًا وحجرًا، ولوضع حدٍّ للتنظيمات الإرهابية، ولعودة المطرودين عنوةً والنازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم، يطلبون من جميع الأفرقاء أن يتعالوا على خلافاتهم ويلتفّوا حول الجيش اللبناني وسائر القوى العسكرية والأمنية التي هي وحدها قادرة أن تلبّي رغبات وطموحات جميع المواطنين والمواطنات تحت راية العلم اللبناني. ويطلبون من أبنائهم أن لا يتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبهم، وأن يبقوا في وطنهم حيث زرعهم الله لأجل الحفاظ على الحضور والدور المسيحي في مجتمعهم.

كما طلب المجتمعون انطلاقًا من مسؤوليتهم الروحية، من المرشحين لرئاسة الجمهورية أن يقتدوا بربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي "أخلى ذاته" وقبل الصلب من أجل خلاص البشر، ويتخلّوا عن مصلحتهم الشخصية من أجل خلاص الوطن. وطلبوا من جميع نواب الأمّة أن يتحرّروا من الضغوطات الخارجية ويضطلعوا بمسؤوليتهم الوطنية لانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخابات يحقّق التمثيل الصحيح ويضمن حقوق جميع الطوائف والمذاهب في المساواة، احترامًا للعيش المشترك الذي هو أساس وجود الوطن اللبناني. وفي الختام، هنأ مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان جميع اللبنانيين بعيد الاستقلال القادم، راجيًا أن تتحقّق بأسرع وقت ممكن أمنيات جميع المواطنين بانتخاب رئيس للجمهورية يُعيد للبنان كرامته وللمؤسسات الدستورية انتظامها وحيويتها ويعمل على توطيد أواصر الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة بين جميع أبناء وبنات الوطن اللبناني.








All the contents on this site are copyrighted ©.