2014-11-15 14:03:00

البابا فرنسيس يستقبل رابطة الأطباء الكاثوليك الإيطاليين


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان رابطة الأطباء الكاثوليك الإيطاليين في الذكرى السبعين على تأسيسها وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: لا شك أنه في أيامنا هذه وبسبب التطورات العلميّة والتقنيّة ازدادت إمكانيات الشفاء الجسدي، وإنما يبدو في بعض النواحي أن قدرة الاعتناء بالشخص البشري قد تقاعست لاسيما عندما يكون الإنسان متألّمًا، ضعيفًا وأعزل. في الواقع، يمكن لإنجازات العلم والطب أن تساهم في تحسين الحياة البشريّة بقدر عدم ابتعادها عن الجذور الخلقية لهذه العلوم، وبالتالي أنتم الأطباء الكاثوليك تلتزمون بعيش مهنتكم كرسالة إنسانيّة وروحيّة، كرسالة علمانيّة حقيقيّة.

تابع الأب الأقدس يقول إن التنبه للحياة البشريّة، وخصوصًا حياة المريض والمسن والطفل، تطال بعمق رسالة الكنيسة. فهي تشعر أيضًا بدعوتها للمشاركة في المناقشات التي تتمحور حول الحياة البشرية وتقديم اقتراحاتها المبنيّة على الإنجيل. هذا وأشار الأب الأقدس إلى أن نوعيّة الحياة في أماكن عديدة من العالم ترتبط بالإمكانيات الاقتصادية وبجمال الحياة الجسديّة والتنعم بها متناسين الأبعاد الأخرى والأكثر عمقًا للوجود. في الواقع، أكد البابا أن الحياة البشريّة وفي ضوء الإيمان هي مقدسة وقيّمة على الدوام، ولا توجد حياة بشرية أكثر قدسية من غيرها، كما لا وجود لحياة بشريّة أهمّ من غيرها إلا بحكم فرص اقتصادية واجتماعيّة أكبر.

وهذا ما تحاولون تأكيده أنتم الأطباء الكاثوليك أولاً من خلال أسلوبكم المهنيّ، إن عملكم يشهد بالكلمة والمثل أن الحياة البشريّة مقدسة على الدوام ولا يمكن انتهاكها وبالتالي ينبغي محبتها والدفاع عنها والاعتناء بها. ومهنيتكم هذه التي يُغنيها روح الإيمان، هي دافع للتعاون مع الذين – وبالرغم من تبنّيهم لمواقف دينية أو فكرية مختلفة – يعترفون بكرامة الشخص البشري كمقياس لنشاطهم. في الواقع، تابع البابا فرنسيس يقول، إذا كان قسم أبقراط الطبي يلزمكم لتكونوا على الدوام خَدَمة للحياة فإن الإنجيل يدفعكم للذهاب أبعد من هذا أي لتحبّوها على الدوام وخصوصًا عندما تحتاج للاهتمام والعناية. لذلك أدعوكم للاستمرار في هذا الدرب بتواضع وثقة وللاجتهاد في السعي لتحقيق أهدافكم التي تتبنى تعليم الكنيسة في المجال الطبي الأخلاقي.

هذا وأشار الحبر الأعظم إلى أن الفكر المسيطر يقدم أحيانًا نوعًا من "الشفقة الخاطئة"، تلك التي تعتبر تعزيز الإجهاض مساعدة للمرأة، والموت الرحيم بادرة كرامة، وانجازًا علميًّا "تصنيع" طفل يعتبر كحق مكتسب بدل من أن يكون هبة، وقال إن الشفقة الإنجيلية هي تلك التي ترافق عند الحاجة أي هي شفقة السامري الصالح الذي رأى وأشفق وأقترب من ذلك الشخص مقدمًا له مساعدة ملموسة (راجع لوقا 10، 33). إن رسالتكم كأطبّاء تضعكم في احتكاك يوميّ مع أشكال ألم عديدة، وبالتالي أشجعكم لتكونوا "سامريين صالحين" يعتنون بشكل خاص بالمسنين والمرضى والمعوّقين. إن الأمانة لأنجيل الحياة واحترامها كعطية من الله تتطلب منكم أحيانًا خيارات شجاعة وعكس التيّار يمكن أن تصل أيضًا وفي حالات خاصة إلى الاستنكاف الضميري.

وختم البابا فرنسيس كلمته لرابطة الأطباء الكاثوليك الإيطاليين بالقول: أتمنى أن تشكل هذه الأعوام السبعين لرابطتكم دافعًا من أجل مسيرة نمو ونضوج أكبر. فتتعاونوا بشكل بناء مع جميع الأشخاص والمؤسسات التي تقاسمكم محبة الحياة وتعمل على خدمتها في كرامتها وقدسيتها. وأضاف: لقد كان القديس كاميلو دي ليلّيس، وفي اقتراحه للأسلوب الأكثر فعالية للاعتناء بالمريض، يقول ببساطة: "ضعوا قلوبكم في تلك الأيدي"، وهذه هي أيضًا أمنيتي لكم. ولتبارككم العذراء القديسة، شفاء المرضى، وتعضد مساعيكم التي من خلالها ستتابعون عملكم.             








All the contents on this site are copyrighted ©.