2014-11-12 12:16:00

رسالة البابا إلى رئيس وزراء أستراليا قبل قمة مجموعة العشرين


بعث البابا فرنسيس يوم أمس الثلاثاء برسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي طوني أبوت لمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في مدينة بريسباين يومي الخامس عشر والسادس عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري. حث البابا في رسالته قادة هذه الدول على عدم الاكتفاء بالإحصاءات والتصريحات المبدئية لأن هذه الأرقام والكلمات تعبّر عن أشخاص، وعائلات وأناس عاطلين عن العمل وفقراء ولاجئين. وطالب بالتوصل إلى اتفاق يكون شاملا وبتبني نظرة سياسية سخية حيال أوضاع البؤس والألم. ولفت إلى أن جدول أعمال قمة مجموعة العشرين المرتقبة يومي السبت والأحد القادمين تتركز بنوع خاص على الجهود الرامية إلى إعادة إطلاق مشروع التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي، بهدف إبعاد شبح الركود.

وأكد البابا في رسالته أن الجميع يتّفق على ضرورة خلق فرص لعمل كريم ومستقر يعود بالفائدة على الكل لكن هذا الأمر ـ تابع يقول ـ يتطلب تحسين نوعية النفقات العامة والاستثمارات وتعزيز الاستثمارات الخاصة والترويج لنظام ضريبي منصف وعادل مع بذل الجهود اللازمة للتصدي للتهرب من سداد الضرائب وتنظيم القطاع المالي بشكل يضمن النزاهة والشفافية والأمن. لم تخل رسالة البابا إلى رئيس الوزراء الأسترالي من الإشارة إلى وجود أعداد كبيرة من الرجال والنساء في عالم اليوم يعانون جراء سوء التغذية وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، لاسيما وسط الشبيبة، ناهيك عن تنامي ظاهرة الإقصاء الاجتماعي وهذا ما يشكل تربة خصبة للنشاطات الإجرامية وتجنيد الإرهابيين.

وكتب البابا فرنسيس أيضا أن العالم بأسره ينتظر من مجموعة الدول العشرين أن تتوصل إلى اتفاق شامل يساهم، ضمن إطار منظومة الأمم المتحدة، في وضع حد لأوضاع الظلم في الشرق الأوسط التي تعاني منها مختلف الجماعات الدينية والعرقية، خصوصا الأقليات منها. ورأى أن هذه الأزمة الراهنة في المنطقة تتطلب بلوغ اتفاق يزيل الأسباب العميقة الكامنة وراء الإرهاب الذي وصل إلى حدود لم يكن تصورها ممكنا لغاية اليوم، لافتا إلى أن هذا الإرهاب يتغذى من الفقر والتخلّف والإقصاء.

وأكد البابا فرنسيس ـ في هذا السياق ـ أن الحل لهذه المشاكل يجب ألا يقتصر فقط على الوسائل العسكرية، بل لا بد من تركيز الجهود على الأطراف التي تقوم  ـ بشكل أو بآخر ـ بتشجيع المجموعات الإرهابية من خلال الدعم السياسي والتجارة غير المشروعة للنفط وتزويد هذه المجموعات بالأسلحة والتكنولوجيات الحديثة، وينبغي أن تُبذل جهود تربوية مع تعزيز الوعي بأن الدين لا يمكن استغلاله لتبرير العنف. كما اعتبر البابا أن الوضع في الشرق الأوسط يعيد اقتراح النقاش المتعلق بمسؤولية الجماعة الدولية في حماية الأفراد والشعوب من التعدي على حقوق الإنسان والازدراء التام للقانون الإنساني.

وأشار البابا فرنسيس إلى أن قمة مجموعة العشرين المرتقبة في بريسباين ترمي أيضا إلى البحث في الانتهاكات التي تعرض لها النظام المالي العالمي، لافتا بنوع خاص إلى العمليات المصرفية التي ولّدت الأزمة في العام 2008، فضلا عن المضاربات الوهمية التي لا تخضع لأي قيود سياسية أو قانونية، والذهنية التي ترى في بلوغ الحد الأقصى من الربح المادي غاية لكل نشاط اقتصادي.

في ختام رسالته إلى رئيس الوزراء الأسترالي طوني أبوت عبّر البابا فرنسيس عن أمله بأن يتم التوصل ـ خلال قمة مجموعة العشرين ـ إلى توافق هام وفاعل بشأن المواضيع المطروحة على جدول الأعمال، مع الأخذ في عين الاعتبار الظروف المؤاتية لتحسين أوضاع العائلات الفقيرة وتخفيض كل أشكال انعدام المساواة، والتي لا يمكن القبول بها.








All the contents on this site are copyrighted ©.