دو ميستورا يطلق مبادرة جديدة من أجل وضع حدد للعنف في سورية

عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا عن ارتياحه في أعقاب اجتماعين عقدهما مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق ومع وفد من الثوار في حمص، وأشار إلى وجود فرص جديدة لإيجاد تسوية للأزمة ووقف الحرب الأهلية التي يتخبط فيها البلد العربي منذ آذار مارس من العام 2011، والتي حصدت أرواح أكثر من مائتي ألف شخص، وفقا لمصادر منظمة الأمم المتحدة. هذا ما قاله الدبلوماسي الإيطالي ـ السويدي في مقابلة أجرتها معه محطة بي بي سي الإذاعية البريطانية خلال زيارته لحمص، لافتا إلى إمكانية التوصل إلى هدنة بين القوات النظامية والمتمردين في وقت يتمثل فيه التهديد المشترك بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد دي ميستورا أن الانجازات الميدانية التي يحققها داعش في كل من سورية والعراق تشكل "عنصرا جديدا قد يُترجم إلى نظرة مختلفة للصراع السوري". هذا فضلا عن تنامي الإدراك بأن النزاع المسلح لا يُمكن حله بالقوة، وأضاف المبعوث الأممي، الذي عُين في هذا المنصب خلفا للدبلوماسي الجزائري الأخضر الابراهيمي أن وضع خطة سلام مسألة طموحة لكنها قد تخيّب الآمال، ولفت إلى أنه وضع خطة عمل تبدأ انطلاقا من أرض الواقع من خلال وضع حد للقتال وأعمال العنف.

واقترح المبعوث الأممي إلى سورية إقامة مناطق خالية من القتال، على أساس هُدنٍ يتم التوصل إليها محليا تتيح المجال أمام توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المحتاجين. وفي أعقاب اجتماعه إلى الأسد في دمشق، أعلنت مصادر مقربة من الرئيس السوري أن هذا الأخير مستعد للنظر في خطة الهدنة فيما يتعلق بمدينة حلب، المقسمة إلى مناطق تسطير عليها القوات الحكومية ومجموعات الثوار.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا أن الرئيس الأسد وبعد اطلاعه على مبادرة السيد دو ميستورا شدد على ضرورة دراسته المقترح والعمل من أجل التوصل إلى هدف أساسي يكمن في عودة الأمن إلى حلب، مع العلم أن المدينة التي تشكل ساحة للقتال منذ تموز يوليو 2012 تشهد غارات جوية شبه يومية من قبل الطائرات السورية، ما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. هذا ولم يتمكن المبعوثان الأمميان السابقان كوفي أنان والأخضر الابراهيمي من حمل الطرفين المتنازعين ـ أي الثوار والجيش النظامي ـ على التوصل إلى هدنة في ثاني أهم مدينة سورية بعد العاصمة دمشق.