2014-11-08 14:19:00

البابا فرنسيس: المسيحي يسير ليكون تلميذًا مرسلاً صالحًا للرب يسوع


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان حركة الكشّاف الكاثوليكي الايطالي "MASCI" وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه توقف فيها عند البعد الكنسي لهذه الحركة التي تضمّ علمانيين ملتزمين وشجّعهم على متابعة مسيرتهم التي تتطلب منهم أن يسيروا في العائلة، في الخليقة وفي المدينة.

قال البابا: أولاً المسيرة في العائلة. تبقى العائلة على دوام خليّة المجتمع ومكان التربية الأساسي. إنها جماعة حب وحياة يتعلّم فيها الإنسان كيف يتواصل مع الآخرين ومع العالم، وبفضل الأساسات التي يكتسبها في العائلة يصبح بإمكانه أن ينطلق في المجتمع، وبهذا التكامل بين الأساسات المكتسبة في العائلة والخبرات الخارجية نتعلم أن نجد طريقنا في العالم. هذا وأشار الحبر الأعظم إلى أن جميع الدعوات تبدأ خطواتها الأولى في العائلة وتحمل بصمتها مدى الحياة وتوقّف عند أهميّة التربية التي تشكل خيارًا أولويًّا في العائلة وقال: إن رسالتكم التربوية أيها الوالدون تجد مصدرها في سرّ الزواج الذي من خلال واجب تربية الأبناء يشكل خدمة حقيقيّة داخل الكنيسة، مؤكدًا أن هناك أيضًا للأبناء واجب تربوي تجاه إخوتهم ووالديهم وهو المساعدة المتبادلة في الإيمان وعمل الخير.

ثانيًا، تابع الحبر الأعظم يقول، المسيرة في الخليقة. لا يمكن لزمننا أن يُهمل مسألة البيئة والتي هي مسألة حيويّة من أجل بقاء الإنسان واستمراره كما ولا يمكن تحويلها إلى مجرّد مسألة سياسيّة: فهي في الواقع تملك بعدًا خلقيًّا يطالنا جميعًا؛ وكرسل للمسيح ينبغي علينا أن نتحد مع جميع الناس ذوي الإرادة الطيبة من أجل حماية الطبيعة والبيئة والدفاع عنهما؛ وأكّد أن الخليقة هي عطية أوكلها إلينا الخالق، وبأن الطبيعة التي تكتنفنا هي مخلوقة مثلنا وفي مصيرها المشترك تجد أيضًا في الله هدفها وتمامها، مشيرًا إلى أن العيش بتواصل مع الطبيعة لا يتطلب منا فقط احترامها وإنما أيضًا الالتزام في المساهمة بشكل ملموس بوقف التبذير في مجتمع يتوق أكثر فأكثر إلى إقصاء خيور يمكن استعمالها أو إعطاؤها لمن هم في عوز.

أضاف البابا فرنسيس يقول أما النقطة الثالثة فهي المسيرة في المدينة، أنتم تعيشون في الأحياء والمدن وبالتالي أنتم مدعوون لتكونوا الخميرة في العجين مُقدّمين مساهمة صادقة في تحقيق الخير العام. وأشار إلى أهميّة تقديم القيم الإنجيليّة بفرح في حوار منفتح في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية وقال: في مجتمع متعدد الثقافات، يمكنكم أن تشهدوا ببساطة وتواضع لمحبة يسوع لكل شخص وتختبروا أيضًا أساليب جديد للبشارة.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، تابعوا رسم مسيرتكم برجاء بالمستقبل، ولنتذكر القديس بولس (راجع 1كور 9، 24- 27) الذي يتحدث عن الرياضيين الذين يجرون في الميدان من أجل إكليل يزول، أما المسيحي فيجري ليكون تلميذًا مرسلاً صالحًا للرب يسوع من خلال الإصغاء الحار لكلمته والثقة الدائمة به هو الذي لا يخيّب أبدًا، ومن خلال اللقاءات معه بالصلاة، ليكون دائمًا حجرًا حيًّا في الجماعة الكنسيّة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.