الجمعية العامة للمنتدى العالمي للإذاعة الرقمية

شارك مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، ومدير عام إذاعة الفاتيكان، الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي في أعمال الجمعية العامة العشرين للمنتدى العالمي للإذاعة الرقمية وقد اختتمت أعمالها يوم أمس الأربعاء، وشهدت مشاركة عشرات المحررين والتقنيين والإداريين القادمين من أنحاء العالم كافة. تخللت اللقاء مداخلة للكاهن اليسوعي استهلها مقدما لمحة مقتضبة عن راديو الفاتيكان الذي تأسس في العام 1931 برغبة من البابا بيوس الحادي عشر بعد فترة قليلة على ولادة دولة حاضرة الفاتيكان في أعقاب توقيع الكرسي الرسولي على اتفاقيات اللاتيران مع المملكة الإيطالية في العام 1929. ثم استعرض بعدها أهم الصفات التي ميّزت غوليلمو ماركوني الذي ساهم في تأسيس هذه المحطة الإذاعية وكان يدرك تماما أن مهمته تكمن في نشر صوت البابا، والرسائل المتعلقة بالسلام والكرامة البشرية.

ثم أكد المسؤول الفاتيكاني أن الإذاعة ـ التي تعتز بإرثها العريق هذا والمرتبط باسمي البابا بيوس الحادي عشر وغوليلمو ماركوني ـ تسعى اليوم إلى مواكبة التطور التكنولوجي في عالمنا المعاصر، وما تزال تحركها الرغبة في خدمة البشرية والقيم الأسمى للروح والكائن البشري. ولفت إلى أن الإذاعة نظرت على مر تاريخها أبعد من الحدود الجغرافية للدول، وقال: دعونا لا ننسى أن إذاعة الفاتيكان أبصرت النور في فترة من الزمن كانت فيها القوميات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأنظمة التوتاليتارية وبنكران حريات الإنسان الرئيسة. وأوضح أن هذه المؤسسة الإعلامية تضم اليوم قرابة مائتي صحفي قادمين من ستين بلدا حول العالم وهي تبث خمسين ساعة يومية، على ذبذبات وقنوات مختلفة.

وفي سياق استعراضه لتاريخ الإذاعة، سلط الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي الضوء على التطور التكنولوجي الذي شهدته، بدءا من بثها على الموجات القصيرة، خلال العقود الأولى من حياتها، لافتا إلى وجود حوالي ألف إذاعة محلية وإقليمية ووطنية تقوم بإعادة بث برامج إذاعة الفاتيكان. وأكد بعدها أن راديو الفاتيكان بات يستخدم اليوم أحدث التكنولوجيات في مجال التسجيل والبث فانتقل بالتالي إلى البث الإذاعي الرقمي ويقوم بذلك على الأثير في منطقة روما وأيضا من خلال شبكة الإنترنت، أكان على موقعه العنكبوتي أم من خلال التطبيقات التي يمكن تحمليها على الهاتف الخلوي الذكي (سمارت فون) أو الحاسوب اللوحي (تابليت). وختم مدير عام إذاعة الفاتيكان مداخلته مؤكدا أن هذه المؤسسة الإعلامية ستستمر في مواكبة التطور التكنولوجي في مجال وسائل الاتصالات، كي تكون هذه الوسائل أدوات فاعلة بتصرف أناس زماننا الحاضر.