البابا فرنسيس: المنافسة والعجب يضعفان الكنيسة

"المنافسة والعُجب يضعفان الكنيسة؛ ينبغي العمل بروح تواضع ووئام، بدون البحث عن منفعتنا الخاصة" هي كلمات قداسة البابا فرنسيس مترئسا صباح اليوم الاثنين القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وقد استهل عظته انطلاقًا من رسالة القديس بولس لأهلي فيلبي التي تقدمها لنا ليتورجية اليوم، وقال الحبر الأعظم إن فرح الأسقف يكمن في رؤية المحبة والوحدة والتناغم في كنيسته، وأشار إلى أن هذا التناغم هو نعمة من الروح القدس، ولكن علينا نحن أيضا أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الروح القدس في صُنع هذا التناغم في الكنيسة. ولهذا، أضاف البابا في عظته، يناشد القديس بولس أهل فيلبي في رسالته قائلا "لا تفعلوا شيئًا بدافعِ المنافسةِ أو العُجب، بل على كلٍّ منكم أن يتواضع ويَعدَّ غيرَه أفضل منه".

مضى البابا فرنسيس متسائلا: كم من المرات نشهد ذلك في الكنيسة والرعايا وفي المعاهد على سبيل المثال! وأكد أن المنافسة والعُجب يضعفان الكنيسة، ولذلك يقول القديس بولس الرسول "على كل منكم أن يتواضع ويعدّ غيرَه أفضل منه". وتابع الأب الأقدس عظته مذكّرا بالقديس مارتينو دي بوريس "الراهب الدومينيكاني المتواضع" الذي تحتفل الكنيسة اليوم بعيده (03 تشرين الثاني نوفمبر) وأشار البابا إلى أن روحانيته هي الخدمة، لأنه كان يعتبر أن الآخرين، وحتى أكبر الخطأة، هم أفضل منه. وذكّر بهذا الصدد بكلمات القديس بولس "لا ينظرنَّ أحد إلى منفعته"، وأضاف أن فرح الأسقف يكمن في رؤية التواضع والمحبة والتناغم في كنيسته. وهذا ما يريده يسوع في الكنيسة.  

وإذ توقف بعدها عند إنجيل اليوم بحسب القديس لوقا (14، 12 ـ 14)، قال البابا فرنسيس: إنه لأمر سيء حين نجد في الأبرشية والرعايا أناسًا يبحثون عن منفعتهم الخاصة، لا عن الخدمة والمحبة. وهذا ما يقوله لنا يسوع في الإنجيل: لا ينبغي أن نبحث عن منفعتنا، "فإذا أقمتَ مأدبة فادع من ليس بوسعهم أن يكافئوك..." هذه هي المجانية. فعندما يكون هناك الوئام والوحدة في الكنيسة، لا يتم البحث عن المنفعة الخاصة. ودعا البابا في ختام عظته للقيام بفحص ضمير قائلا "كيف هي رعيتي؟" كيف هي جماعتي؟ أهناك روح محبة وتناغم بدون منافسة أو عجب.. وقد نجد ربما أن هناك شيئًا ينبغي تحسينه. كيف أستطيع اليوم أن أحسّن ذلك؟