2014-10-25 11:23:00

المطران زيناري: الوضع في سورية يزداد سوءا يوما بعد يوم


إزاء استمرار التطورات المقلقة في سورية حيث تخطت حصيلة ضحايا الحرب الأهلية التي تتخبط فيها البلاد منذ آذار مارس من العام 2011 عتبة المائتي ألف قتيل، أجرى القسم الإيطالي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري. وجاءت المقابلة بعد يومين على الزيارة الهامة التي قام بها إلى موسكو المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي شدد على ضرورة التوصل إلى حل فوري للأزمة السورية من خلال الحوار السياسي، لافتا إلى وجود تهديد خطير جدا، فيما يتعلق بالحرب السورية، ألا وهو الإرهاب.

وتتواصل النداءات الداعية إلى إيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية في وقت يبدو فيه أن فرص تحقيق السلام في البلد العربي وفي المنطقة بصورة عامة تتضاءل يوما بعد يوم. قال الدبلوماسي الفاتيكاني: إن الوضع في سورية يتدهور من سيء إلى أسوأ! إنها مأساة تستمر منذ ثلاث سنوات ونصف. ولا توجد في سورية مشكلة الإرهاب والدولة الإسلامية وحسب، إذ إن المشكلة الفعلية تكمن في هذا الصراع الخطير والدامي الذي لم يُحل بعد.

وولفت سيادته إلى أن الدولة الإسلامية زرعت الذعر في سورية وسببت آلاما جمة غير أن الوضع كان صعبا للغاية قبل ظهور داعش على الساحة. فقد وصل عدد القتلى – قال المطران زيناري – إلى مائتي ألف ضحية، ناهيك عن الأعداد الهائلة للاجئين، والمقدرة بأكثر من ثلاثة ملايين يُضاف إليهم سبعة ملايين مهجر داخل البلاد، ذلك فضلا عن الدمار!

وتوجه السفير البابوي في سورية باللوم إلى بعض وسائل الإعلام التي تقتصر تقاريرها على الأوضاع الراهنة في كوباني وحسب وقال: لا يسعنا أن نفكر في كوباني فقط، كما تفعل أحيانا وسائل الإعلام، مشكلة كوباني موجودة بلا شك، لكن هناك أيضا حلب التي يتحمل سكانها آلاما جمة، وهناك إدلب وحمص، والمناطق المجاورة لدمشق فضلا عن الجنوب السوري.

وفي رد على سؤال بشأن كيفية العمل على تحقيق السلام اعتبر الدبلوماسي الفاتيكاني أنه يتعين اليوم على الجماعة الدولية ومجموعة الدول الإقليمية أن تبذل جهدا جادا وتعيد النظر في مواقفها، لأنه ينبغي أن يُحل هذا الصراع السوري، ينبغي أن تُحل هذه الكارثة المعروفة باسم الدولة الإسلامية. كما يجب أن نطرح على أنفسنا التساؤلات التالية: لماذا حصل كل هذا؟ لم تبصر الدولة الإسلامية النور بين ليلة وضحاها، فمن أنشأها ومن أين أتى هؤلاء الإرهابيون؟ من يدعمهم؟ من أين يستمدون وحيهم؟ كما لا بد من إيجاد حلول تصل إلى جذور هذا الصراع السوري، وهذا الإرهاب. وختم السفير البابوي في سورية حديثه لإذاعتنا داعيا للتوصل إلى حل شامل، ومطالبا باعتماد حلول شجاعة فعلا!








All the contents on this site are copyrighted ©.