2014-10-20 11:23:00

البابا وسينودس الأساقفة حول العائلة: نشكر الرب الذي رافقنا بنور الروح القدس


"من أجل عطية السينودس والروح البنّاءة التي أظهرها الجميع، نقول مع بولس الرسول "نشكرُ اللهَ دائمًا في أمركم جميعًا ونذكُركم في صلواتنا" ـ وليرافق الروح القدس الذي منحنا أن نعمل بسخاء خلال هذه الأيام وبحرية حقيقية وإبداع متواضع، المسيرةَ نحو سينودس الأساقفة العادي في تشرين الأول أكتوبر 2015. لقد زرعنا وسنواصل الزرع بأناة ومواظبة، كلنا يقين بأن الرب هو الذي ينمّي ما زرعناه" هي كلمات البابا فرنسيس خلال عظته مترئسا القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس لمناسبة اختتام الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة (5 ـ 19 تشرين الأول أكتوبر 2014)، مضيفًا أن رعاة وعلمانيين من مختلف أنحاء العالم حملوا إلى روما صوت كنائسهم الخاصة لمساعدة عائلات اليوم في السير على طريق الإنجيل، ونظرها شاخص نحو يسوع. كانت خبرة كبيرة عشنا خلالها السينودسية والمجمعية، وشعرنا بقوة الروح القدس الذي يقود ويجدد الكنيسة باستمرار، هي المدعوة للاعتناء بالجراح النازفة وإعادة إشعال الرجاء لدى كثير من البشر فقدوا الرجاء.

مساء السبت الثامن عشر من تشرين الأول أكتوبر وفي ختام جلسات الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة، وجه البابا كلمة استهلها برفع الشكر للرب الذي ـ كما قال ـ "رافقنا وأرشدنا خلال هذه الأيام بنور الروح القدس"، وذكّر بمعنى كلمة سينودس "السير معًا"، لافتًا أيضا إلى أن السينودس كان "مسيرة"، وككل مسيرة، كانت هناك لحظات عزاء عميق من خلال الإصغاء لشهادة الرعاة الذين يحملون في قلبهم ـ وبحكمة ـ أفراح مؤمنيهم ودموعهم. وكانت هناك لحظات نعمة من خلال الإصغاء لشهادات العائلات التي شاركت في السينودس وتقاسمت معنا جمال وفرح الحياة الزوجية. وإذ لفت إلى أنها مسيرة بشر، قال البابا فرنسيس في كلمته: كانت هناك أيضا إلى جانب لحظات التعزية، لحظات توتر وتجارب، ولكن لا ينبغي أن تخيفنا وتثبط عزيمتنا، وأضاف: كنت سأشعر بالقلق لو لم تكن هناك هذه التجارب وهذه النقاشات الحية. وأشار الحبر الأعظم إلى أنه أصغى بفرح وامتنان إلى كلمات ومداخلات مفعمة بالإيمان والغيرة الرعوية والعقائدية والحكمة والصراحة والشجاعة وتوقف من ثم عند الحقائق الجوهرية لسر الزواج: عدم الانحلال، الوحدة، الأمانة والانفتاح على الحياة. وأضاف البابا أن الكنيسة لا تخاف من أن تشمّر عن ساعديها كي تصبَّ زيتًا وخمرًا على جراح البشر، في إشارة لإنجيل القديس (لوقا 10، 25 ـ 37). هذه هي الكنيسة، واحدة، جامعة، مقدسة ورسولية ومؤلفة من خطأة يحتاجون لرحمتها. هذه هي الكنيسة، عروس المسيح الحقيقية التي تسعى لتكون أمينة لعريسها وعقيدتها. هذه هي الكنيسة التي أبوابها مشرّعة لاستقبال المحتاجين والتائبين، وليس الأبرار فقط أو الذين يظنون أنهم كاملون. وأكد البابا أنه عندما تعبّر الكنيسة عن نفسها بالشركة، في تنوع مواهبها، لا يمكن أن تخطئ: هذا هو جمال حسِّ الإيمان وقوته، والذي يمنحه الروح القدس كي نتمكّن معًا من الدخول في قلب الإنجيل وتعلّم إتباع يسوع في حياتنا. كما وتحدث عن مهمة الحبر الأعظم في ضمان وحدة الكنيسة، وتذكير الرعاة بواجبهم الأول في الاهتمام بالقطيع الذي أوكله الرب إليهم، والبحث بأبوّة ورحمة عن الخراف الضالة. وذكّر البابا أيضا بأن السلطة في الكنيسة هي خدمة وبأن من واجب الأساقفة، وبشركة مع خليفة بطرس، خدمة الكنيسة لا كأسياد إنما كخدّام، وأشار في الختام إلى أنه لدينا سنة لننضج بتمييز روحي حقيقي الأفكار المقترحة ولنجد حلولا ملموسة لمصاعب وتحديات لا تُحصى، على العائلات أن تواجهها.

وفي كلمته مع افتتاح السينودس الاستثنائي للأساقفة، قال البابا: تحملون واقع مشاكل الكنائس لمساعدتها في السير في درب إنجيل العائلة، وأكّد أن الشرط الأساسي لهذا كله هو التكلّم بوضوح وأن يعبر كل فرد عن رأيه بحريّة، وفي الوقت عينه أن يُصغي ويقبل بقلب منفتح ما يقوله إخوته، طالبا من الجميع هكذا، حريّة التعبير وتواضع الإصغاء.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.