2014-10-09 15:33:00

مداخلة رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي حول الهجرة والعائلة


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة يوم أمس الأربعاء أمام المشاركين في مؤتمر دولي للحوار بشأن الهجرة دعت إليه المنظمة الدولية للهجرات ويحمل عنوان "الهجرة والعائلة". أكد سيادته في المداخلة أن العائلة المهاجرة هي جزء بالغ الأهمية من ظاهرة الهجرة الآخذة بالنمو في عالمنا المعولم، ومن هذا المنطلق يحرص الكرسي الرسولي على تسليط الضوء على أوضاع الأسرة في سياق الحديث عن الهجرات.

لفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن المهاجرين غالبا ما يتركون أرضهم بدافع الحاجة والعوز، ولا يترددون أحيانا كثيرة في تعريض حياتهم للخطر عندما يعبرون البحار على متن زوارق صغيرة أو يجتازون الصحارى بحثا عن مستقبل أفضل وحياة لائقة لهم ولعائلاتهم، وهذه ظاهرة أخذها في عين الاعتبار التقرير الأخير الذي أعدته المنظمة الدولية للهجرات حول هذا الموضوع. ومن خلال عملهم والضرائب التي يسددونها والمتاجر التي يفتحونها في الدول التي تستضيفهم يحمل هؤلاء المهاجرون معهم إسهاما إيجابيا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات المضيفة.

ولفت المطران تومازي على سبيل المثال إلى العديد من النساء اللواتي يعملن خادمات في البيوت وغالبا ما يتركن وراءهن أبناءهن ليعتنين بأطفال الآخرين وبالعجزة أيضا. وإذ يساعد المال الذي يكسبه العمال الأجانب في تحسين مستوى العيش بالنسبة لعائلاتهم التي ما تزال في الوطن الأم غير أن هذه المسافة التي تفصل العامل عن أسرته تُسبب فراغا في العواطف والعلاقات العائلية والواجبات التربوية. وقد أشارت الإحصاءات إلى أنه عندما تهاجر الأم يتراجع معدل التردد إلى المدرسة كما ترتفع نسبة زيجات القاصرات ناهيك عن خطر الإدمان على تعاطي المخدرات.

وذكّر مراقب الكرسي الرسولي بما قاله البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ 2015 "لا بد من التعامل مع ظاهرة عولمة الهجرة من خلال عولمة المحبة والتعاون بغية جعل ظروف المهاجرين أكثر إنسانية، كما لا بد، في هذا السياق، من بذل مزيد من الجهود للتخفيف من وطأة الآفات - شأن الحروب والمجاعات - التي تحمل العديد من الأشخاص على الانسلاخ عن أرضهم".

لم تخل مداخلة رئيس الأساقفة تومازي من الإشارة إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالأطفال والمسنين والزوجات الذين يفتقرون إلى رب الأسرة بدافع الهجرة، داعيا إلى جعل الاعتناء بهؤلاء في طليعة السياسات والنقاشات المتعلقة بالهجرة. وأكد على ضرورة أن تؤدي هذه السياسات إلى استيعاب النتائج السلبية للهجرة والتشديد على أهمية الربط العائلية، كما لا بد أن تحتل مسألة الهجرة أهمية كبيرة في نقاشات الجماعة الدولية حول أجندة التنمية لما بعد العام 2015.

هذا ودعا المسؤول الفاتيكاني إلى إصلاح قوانين الهجرة في العديد من الدول بغية وضع إطار قانوني يساهم في ضمان احترام حقوق وكرامة كل إنسان وفي لم شمل العائلات مشيرا بنوع خاص إلى تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول لعائلات المهاجرين الراغبة في الالتحاق بأربابها. 








All the contents on this site are copyrighted ©.