2014-10-09 14:51:00

البابا: الروح القدس هو عطيّة الله الكبرى لنا!


"عندما نصلّي نطلب العديد من الأمور، لكن العطية الكبرى التي يمكن لله أن يمنحنا إياها هي الروح القدس" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، متحدثًا عن الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيّة اليوم من القديس لوقا والذي نقرأ فيه مثل الصديق اللجوج.

قال الأب الأقدس إن الله غزير المراحم، وكما قلنا في صلاة الجماعة إن فيض عطفه يغمر المتضرعين إليه بنعم تفوق استحقاقهم وأملهم، وهذا يجعلني أفكّر أن الله برحمته لا يسامحنا فقط – كما نعرف جميعًا – وإنما هو سخيّ أيضًا ويعطينا دائمًا أكثر مما نطلب، وعطاياه تفوق استحقاقنا وأملنا...

تابع البابا فرنسيس يقول: نجد في إنجيل اليوم ثلاث كلمات أساسيّة: الصديق، الأب والعطيّة. فيسوع يحاول من خلال هذا المثل أن يشرح لتلاميذه ماهيّة الصلاة ويشبّهها بذلك الرجل الذي يمضي إلى صديقه عند نصف الليل ليطلب منه أن يقرضه ثلاثة أرغفة. في الحياة نجد "أصدقاء من ذَهَب" أولئك الذين قد يعطوننا كلّ شيء، ومن ثَمَّ هناك أولئك الأقل سخاءً... ولكن يخبرنا الكتاب المقدّس أن الأصدقاء الحقيقيين والذين قد يعطوننا كلّ شيء هم قليلون، وبالرغم من أننا قد نغضبهم ونضايقهم لكن صداقتهم لنا لن تتغيّر وسيعطوننا دائمًا ما نطلبه منهم!

أضاف الأب الأقدس يقول: نجد في إنجيل اليوم أن يسوع يذهب أبعد من الصداقة في المثل ويخبرنا عن الأب ويقول: "فأَيُّ أَبٍ مِنكُم إِذا سأَلَه ابنُه سَمَكَةً أَعطاهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟ أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَبًا؟ فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ أَبناءَكُم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيّ، بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه!" فخلال مسيرة حياتنا لا نجد فقط الصديق الذي يرافقنا ويساعدنا ويعطينا ما نطلبه وإنما هناك أيضًا "أبانا السماوي" الذي يحبنا كثيرًا والذي يقول لنا عنه يسوع أنه يعتني بزنابق الحقل ويطعم طيور السماء. يريد يسوع من خلال هذا النص أن يعزز ثقتنا بالصلاة ويقول لنا: "اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" هذه هي الصلاة: أن نطلب ونقرع على باب قلب الله، والآب سيعطي الروح القدس للذين يطلبونه.

هذه هي العطية! وهذا هو فيض النعم الذي يعطيه الله. فالله لا يقدم لنا أبدًا هديّة بدون أن يغلّفها جيّدًا أي أنه لا يمنحنا فقط ما نطلبه بل تتخطى عطيّته دائمًا كل توقعاتنا، وأكبر عطيّة يمنحنا الله إيّاها هي عطيّة الروح القدس، عطية الآب الحقيقية التي تفوق استحقاقنا وأملنا. فعندما نطلب من الله ونقرع بابه من أجل نعمة ما، غالبًا ما ننتظر العطية التي سألناها لكن الله أب سخي فهو يهبنا ما طلبناه ويفيض علينا روحه القدوس.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: عندما نصلّي، نحن نرفع صلاتنا مع صديقنا ورفيق دربنا في الحياة، نرفعها إلى الآب بواسطة الروح القدس، وهذا الصديق هو يسوع. هو يرافقنا ويعلمنا كيف نُصلّي. فصلاتنا هي دائمًا ثالوثية: يسوع هو رفيق الدرب الذي يعطينا كل ما نطلبه، والآب يعتني بنا ويحبنا، والروح القدس أغلى عطيّة يغمرنا الآب بها والتي تفوق استحقاقنا وأملنا!








All the contents on this site are copyrighted ©.