2014-10-08 13:29:00

سينودس الأساقفة حول العائلة: لمحة عن مداخلات يوم الثلاثاء


تواصل الجمعية العامة الثالثة لسينودس الأساقفة الاستثنائي حول العائلة أعمالها في الفاتيكان. وقد عقد اجتماع أمس الثلاثاء بحضور مائة وأربعة وثمانين مشاركا من آباء السينودس الذين تابعوا نقاشاتهم العامة وقد تمحورت حول موضوعي "إنجيل العائلة والشريعة الطبيعية" و"العائلة ودعوة الشخص في المسيح". وقد أعلن على الحاضرين في بداية الجلسة أن البابا فرنسيس دعا إلى انعقاد كونسيستوار عادي في العشرين من تشرين الأول أكتوبر الجاري، سيُخصص للتباحث في الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، انطلاقا من نتائج النقاشات التي أجراها في الفاتيكان السفراء البابويون في دول المنطقة بين الثاني والرابع من الجاري مع كبار المسؤولين في دوائر الكوريا الرومانية. وسيكشف عن موضوع الكونسيستوار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وسيشارك فيه ستة من بطاركة الشرق بالإضافة إلى بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال.

بالعودة إلى نقاشات الأمس سلطّت المداخلات الضوء على أهمية توفير تهيئة ملائمة للزواج كي يكون الرباط الزوجي مثمرا. واقترح المتحدثون عدم النظر إلى حلول ناجعة لفشل الرباط الزوجي مشددين على ضرورية البحث في السبل الكفيلة بجعله مثمرا. وأكدوا أيضا أن الزواج يجب أن يكون مسيرة نحو هدف أسمى، يرتقي بالفرد وبالزوجين على حد سواء! ولهذا السبب لا بد أن يُرافق الزوجان في مسيرة حياتهما المشتركة من خلال خطة رعوية فاعلة، ومن هذا المنطلق ينبغي على مسيرة الإعداد للزواج أن تكون طويلة وصارمة دون الخوف من إمكانية تراجع عدد الزيجات في الكنيسة.

ولم تخلُ المداخلات من الإشارة إلى الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام على صعيد الزواج والعائلة إذ يقترح بعضها أيديولوجيات مخالفة لتعاليم الكنيسة المدعوة إلى أن تبقى قريبة من الأشخاص ولا تُلقي عليهم ثقل لوائح من الممنوعات! بهذه الطريقة يصبح من الممكن تضييق الهوة بين العقيدة والممارسة، بين تعاليم الكنيسة والحياة اليومية للعائلات، لأن ما نحتاج إليه اليوم هو إطلاق مسيرة نيّرة ترمي في المقام الأول إلى تشجيع ومساعدة الأسر التي تواجه صعوبات ولا تشعر غالبا بالانتماء إلى الكنيسة.

كما تطرقت بعض المداخلات إلى المشاكل المرتبطة بالأزواج، وبأولئك المطلّقين والمتزوجين من جديد، وأكدت أن الكنيسة مدعوة إلى تفهّم أوضاع هؤلاء الرجال والنساء معتبرة أن "علاج" الرحمة يؤدي إلى قبول الآخر، الاعتناء به ومساعدته. هذا وتوقف بعض المتحدثين عند ضرورة العمل على تجديد لغة إعلان الإنجيل ونقل عقيدة الكنيسة، وهو موضوع تم التطرق إليه في مناقشات الاثنين، وشددت المداخلات على أهمية أن تنفتح الكنيسة أكثر على الحوار، وعليها أن تصغي باستمرار إلى خبرات وتجارب الأزواج كي تصبح صراعاتهم وإخفاقاتهم في أساس لاهوت حقيقي وواقعي!

وقد عرض أباء السينودس في نقاشات الأمس ثلاثة أبعاد خاصة بالعائلة: الدعوة إلى الحياة، رسالة الشهادة للمسيح من خلال وحدة الأسرة، وقبول الآخر لأن العائلة هي مدرسة تربي الأجيال على التأني والصبر. هذا وسلطت بعض المداخلات الضوء على العائلة ككنيسة منزلية تربي على القداسة، ولفتت أيضا إلى أهمية التعليم المسيحي للأطفال والصلاة ضمن البيئة العائلية مع الأخذ في عين الاعتبار الدعوات إلى توفير تنشئة معمّقة للكهنة ومعلّمي الدين.  








All the contents on this site are copyrighted ©.