2014-10-06 15:44:00

الكاردينال إردو: العائلة مدرسة للبشريّة


في إطار أعمال الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة ألقى الكاردينال بيتر إردو مداخلة دعا فيها للنظر إلى العائلة برجاء ورحمة مظهرين قيمتها وجمالها لأنها، وبالرغم من الصعوبات العديدة، لن تصبح أبدًا نموذجًا مخالفًا للواقع، وقال: نعيش في عالم لا يعتبر الحياة مشروعًا وإنما مجموعة لحظات ويبدو لنا الالتزام وكأنه أمر صعب للإنسان الذي أضعفته الفرديّة. ولكن وأمام علامات الأزمنة هذه ينبغي أن يُقدَّم إنجيل العائلة كعلاج وحقيقة لمن يصعب عليهم الاعتراف بهذه الحقيقة وعيشها.

تابع الكاردينال بيتر إردو يقول: من هنا تأتي ضرورة التنشئة وخصوصًا من أجل الخطاب لكي يدركوا بوضوح كرامة سرّ الزواج المبني على الوحدة والأمانة والخصوبة، وعلى كونه مؤسسة في المجتمع. وبالرغم من التهديدات التي تتعرض لها العائلة من قبل العناصر التي تحطمها كالطلاق والإجهاض والعنف والفقر والتهجير، فهي تبقى "مدرسة للبشريّة": فالعائلة هي الواقع الوحيد الذي يُقبل فيه المرء في عالم يطبعه الاقتصاد والتكنولوجيا، وبالتالي يمكن لثقافة جديدة حول العائلة أن تُشكّل نقطة انطلاق من أجل حضارة بشريّة متجدّدة.

لذلك، تابع الكاردينال إردو يقول، تدعم الكنيسة العائلة بشكل ملموس بالرغم من أن هذه المساعدة لا يمكنها أن تستثني التزام الدولة في حماية وتعزيز الخير العام من خلال سياسات مناسبة. أما فيما يختص بالذين يعيشون أوضاعًا صعبة في زيجاتهم فقدّ شدّد الكاردينال إردو أن الكنيسة هي بيت والدي لهم وبالتالي من الأهمية بمكان أن يُصار إلى عمل راعوي متجدد ومناسب يجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون من الله ومن الجماعة الكنسيّة، وذلك من خلال منظار رحمة لا يُلغي الحقيقة والعدالة وقال: إن الرحمة لا تلغي الالتزامات المتأتية من رابط الزواج، والتي تستمر أيضًا حتى عندما يضعف الحب البشري أو ينتهي، وأشار إلى أنه لا يمكن للشخص المُطلّق أن يعقد زواجًا كنسيًّا ثانيًا، إن كان شريكه من الزواج الأول لا يزال على قيد الحياة.

وفي هذا الإطار وبالحديث عن تعدد الأوضاع والحالات، على سبيل المثال كالطلاق والزواج المدني والمساكنة، أشار الكاردينال بيتر إردو إلى ضرورة وضع خطوط واضحة لكي يتمكن رعاة الجماعات المحليّة من تقديم مساعدة ملموسة للأزواج الذين يعيشون أوضاعًا صعبة دون أن يُصار إلى "ارتجالات راعوية". أما فيما يختص بالمطلقين الذي عقدوا مجدّدًا زواجًا مدنيًّا فقد أكّد الكاردينال إردو أنه لا ينبغي أن يُسلّط الضوء فقط على مسألة قبولهم للأسرار وإنما ينبغي أن ينظر للأمر من ناحية أشمل من أجل تقديم تحضير للزواج ودعم راعاويين للزوجين لمساعدتهما على فهم أسباب فشل زواجهما الأول وتحديد مقومات محتملة من أجل بطلان الزواج.

بعدها توقف الكاردينال إردو للحديث حول إنجيل الحياة وشدّد على احترام الحياة منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي لاسيما وأنها تشكل جزءًا أساسيًا وضرورة جوهرية في الحب الزوجي، وأكد أن قبول الحياة بالمسؤولية والاهتمام الذي تتطلبهما ممكن فقط إن وُضعت العائلة في إطار من العلاقات لأنه لا يمكننا أن نعتبرها كجزء منعزل، وبالتالي لا ينبغي أن تترك العائلات وحدها وإنما يجب مرافقتها ودعمها في مسيرتها. لذلك من الأهميّة بمكان إعادة إيجاد معنى التضامن الملموس وتخطي "خصخصة المشاعر" التي تفرغ العائلة من معناها الجوهري.

وختم الكاردينال بيتر إردو مداخلته مؤكدًا أن التحدي الأكبر الذي يواجه السينودس اليوم هو إعادة تقديم سحر الرسالة المسيحية حول الزواج والعائلة من خلال إعطاء أجوبة محبة حقيقية وشاملة لأن العالم يحتاج للمسيح!  








All the contents on this site are copyrighted ©.