2014-09-28 14:30:00

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي بمشاركة عشرات آلاف المسنين


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح الأحد القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بمشاركة عشرات آلاف المسنين من مختلف أنحاء العالم، وقد استهل الحبر الأعظم عظته قائلا إن الإنجيل الذي أصغينا إليه نعانقه اليوم كإنجيل اللقاء بين الشباب والمسنين؛ لقاء مفعم بالفرح والإيمان والرجاء. فمريم شابة. أما أليصابات فهي مسنّة ولكن تجلّت فيها رحمة الله، وتنتظر منذ ستة أشهر ابنًا مع زوجها زكريا. وأضاف الحبر الأعظم أن مريم ـ وفي هذا الظرف أيضا ـ تُظهر لنا الطريق: تذهب لتزور نسيبتها المسنة وتبقى معها وتساعدها، ولتتعلم منها أيضا حكمة الحياة. وأشار البابا بعدها إلى أن القراءة الأولى تذكّر بتعابير متعددة بالوصية الرابعة "أكرمْ أباكَ وأمَّكَ لكي تطولَ أيامُكَ في الأرضِ التي يعطيكَ الربُّ إلهُكَ إيَّاها" (سفر الخروج 20، 12)، وأكد أن لا مستقبل للشعب بدون هذا اللقاء بين الأجيال، وبدون أن ينال الأبناء، وبامتنان، شهادة الحياة من أيدي الوالدين.

وتابع الحبر الأعظم عظته: هناك أحيانا أجيال من الشباب، ولأسباب تاريخية وثقافية معقدة، يشعرون بالحاجة القوية ليكونوا مستقلين عن أهلهم، و"ليتحرروا" من إرث الجيل السابق، إن جاز التعبير. إنها كلحظة مراهقة متمردة، ولكن ـ أضاف البابا فرنسيس يقول ـ إذا لم يتم بعدها استعادة اللقاء وإيجاد توازن جديد، مثمر بين الأجيال، فذلك يؤدي إلى إفقار الشعب، والحرية التي تسود المجتمع هي حرية زائفة، تتحول دائما إلى تسلط. وتابع الحبر الأعظم عظته متوقفا عند رسالة القديس بولس الأولى إلى طيموتاوس ويدعوه فيها لمعاملة المسن كأب والنساء العجائز كأمهات. فمريم العذراء وبالرغم من كونها أم المسيح، شعرت بمحبة الله تدفعها لمساعدة نسيبتها المسنّة.

وبالعودة إلى هذه "الأيقونة" الممتلئة فرحًا ورجاء، إيمانا ومحبة، قال الحبر الأعظم، نستطيع أن نشعر بأن العذراء مريم، وخلال وجودها في بيت أليصابات، قد أصغت إلى نسيبتها وزوجها زكريا يصليان بكلمات مزمور اليوم "فإنَّك أنتَ أيها السيد رجائي وأنتَ أيها الربّ منذ صباي معتمَدي... لا تنبذْني في زمن شيخوختي ولا في وهن قوتي تتركني... حتى في شيخوختي وفي شيبتي يا الله لا تتركني فأُخبرَ الأجيالَ الآتية بذراعكَ وبجبروتك".

وتابع البابا فرنسيس قائلا إن مريم الشابة كانت تصغي وتحفظ كل شيء في قلبها. كما أن حكمة أليصابات وزكريا أغنت نفسها الشابة؛ فلم يكونا خبيرين في الأمومة والأبوة، إنما كانا خبيرين في الإيمان بالله وفي الرجاء النابع منه. وأكد الحبر الأعظم أن العالم بحاجة لهذا الرجاء في كل زمان، وأشار إلى أن مريم قد عرفت الإصغاء لهذين الوالدين المسنّيْن، وجعلت من حكمتهما كنزًا. وختم البابا فرنسيس عظته قائلا: هكذا تُظهر لنا مريم العذراء الطريق: طريق اللقاء بين الشباب والمسنين. فمستقبل شعب ما بحاجة لهذا اللقاء: فالشباب يهبون القوة كي يسير الشعب، والمسنون يعززون هذه القوة بالذاكرة والحكمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.