البابا يستقبل المشاركين في الجمعية العامة لحركة فوكولاري

استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الجمعة في الفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة لحركة فوكولاري برئاسة ماريا فوشي، ووجه كلمة قال فيها إن الكنيسة مدعوة، وبعد مضي خمسين سنة على المجمع الفاتيكاني الثاني، لمرحلة جديدة من البشارة بالإنجيل شاهدة على محبة الله لكل إنسان بدءًا من الفقراء والمهمشين، ولتنمية مسيرة البشرية نحو الوحدة في الرجاء والأخوّة والفرح. وأشار الحبر الأعظم إلى أن عمل مريم المعروفة بحركة فوكولاري وُلدت من عطية للروح القدس ـ موهبة الوحدة ـ التي يريد الآب إعطاءها للكنيسة والعالم لتحقيق صلاة يسوع "ليكونوا بأجمعهم واحدًا".

ذكّر البابا فرنسيس في كلمته بمؤسِّسة حركة فوكولاري، كيارا لوبيك التي ـ كما قال ـ كانت شاهدة مميزة لهذه العطية، وأضاف أن الحركة تجد اليوم ذاتها أمام المهمة نفسها التي تنتظر الكنيسة كلها أي أن تقدّم بمسؤولية وإبداع، إسهامها الخاص في البشارة الجديدة بالإنجيل. وأشار الحبر الأعظم في كلمته لأهمية التأمل، وقال: نحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، للتأمل بالله وعظائم محبته، وأضاف: أن نتأمل يعني أيضا أن نعيش برفقة الأخوة والأخوات، ونكسر معهم خبز الشركة والأخوة، وندخل معا الباب الذي يقودنا إلى الآب.

وتوقف الحبر الأعظم بعدها عند أهمية الخروج لإعلان محبة الله للجميع كما يعلّمنا الإنجيل "مجانًا أخذتم فمجانًا أعطوا" وشدد على أهمية أن نكون خبراء في فن الحوار، وقال إن الله ينتظرنا في محن أخوتنا وجراح المجتمع وتساؤلات ثقافة زماننا الحاضر. وتابع البابا كلمته مذكّرا بما قاله القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسولية "نحو ألفيّة جديدة" حين دعا الكنيسة لتصبح "بيت ومدرسة شركة"، وشدد بالتالي على أهمية مدرسة للإنسانية، وأكد أنه، وبدون تقديم تنشئة ملائمة للأجيال الجديدة، لا يمكن التفكير بتحقيق مشروع جاد ودائم في خدمة إنسانية جديدة. وذكّر البابا فرنسيس بكلمات كيارا لوبيك حول أهمية تنشئة رجال ونساء بروح وقلب وفكر يسوع، قادرين هكذا على التعرف على الاحتياجات والهموم والآمال الكامنة في قلب كل إنسان.

وختم الحبر الأعظم كلمته آملا بأن تعطي الجمعية العامة لحركة فوكولاري ثمارا وافرة وقال: لتساعدكم مريم العذراء، أمّنا، في السير دائما بثقة ورجاء ومواظبة، وبشركة مع الكنيسة كلها، على دروب النور والحياة التي يرسمها الروح القدس.