2014-09-25 12:59:00

مداخلة الكاردينال بارولين حول السلام والهجمات الإرهابية


ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين يوم أمس الأربعاء مداخلة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول السلام والهجمات الإرهابية وذلك خلال جلسة عقدها المجلس بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية للتباحث في موضوع "التهديدات المحدقة بالسلام والأمن نتيجة العمليات الإرهابية". اعتبر نيافته أن النقاشات تأتي في وقت نعاني فيه من تبعات الإرهاب الذي يغذيه التطرف العنيف. ورأى أن استمرار الإرهاب، الذي يشهد تصعيدا في بعض مناطق العالم، يذكرنا بأن هذا التحدي يتطلب التزاما متقاسما من قبل جميع الأمم والأشخاص ذوي الإرادة الحسنة، لافتا إلى أن الإرهاب يشكل بلا شك تهديدا أساسيا لإنسانيتنا المشتركة.

بعدها أكد الكاردينال بارولين أن مجلس الأمن الدولي أبصر النور في أعقاب مرحلة سعت فيها نظرة معينة للكرامة البشرية إلى تدمير العالم وتقسيمه. واليوم لا بد أن تتكاتف جهود الأمم، كما حصل آنذاك، بغية تحمل مسؤوليتنا الأساسية والمتمثلة بحماية الأشخاص الذين يهددهم العنف والتعدي المباشر على كرامتهم البشرية.

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بالكلمات التي قالها البابا القديس يوحنا بولس الثاني غداة أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001، عندما شدد على أن الحق في الدفاع عن البلدان والشعوب إزاء تهديد الإرهاب لا يجيز الرد على العنف بالعنف، لكن لا بد من التصرف في إطار احترام الحدود الخلقية والقانونية فيما يتعلق باختيار الغايات والوسائل. لا بد من تحديد المذنبين، كما لا يمكن أن يُعمم الذنب على البلد، أو العرق أو الدين الذي ينتمي إليه المذنبون.

هذا ثم أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى ضرورة أن يتجاوب التعاون الدولي مع الأسباب الكامنة وراء الإرهاب الدولي، لافتا إلى وجود مكون اجتماعي وثقافي قوي في تحدي الإرهاب. وأكد أن الشبان الذين يسافرون إلى دول أخرى للالتحاق في صفوف المنظمات الإرهابية غالبا ما يأتون من عائلات مهاجرة، وقد خيّب آمالهم الإقصاءُ وانعدام اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها. ومن هذا المنطلق – تابع يقول – يتعين على الحكومات أن تستخدم الأدوات القانونية والموارد اللازمة للحيلولة دون أن يصير مواطنوها إرهابيين أجانب، ولا بد أن تتعاون هذه الحكومات مع منظمات المجتمع المدني للتصدي لمشاكل الجماعات التي تواجه أكثر من سواها خطر الانجرار وراء التيارات الراديكالية، وللعمل على تحقيق اندماج اجتماعي سليم.

لم تخل مداخلة الكاردينال بارولين إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي من الإشارة إلى المسؤوليات الكبيرة الملقاة اليوم على عاتق المؤمنين لينددوا بمن يسعون إلى فصل الإيمان الديني عن العقل والمنطق، ومن يحاولون استغلال الدين لتبرير العنف. وذكّر نيافته في الختام بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس خلال زيارته لألبانيا يوم الأحد الفائت: لا يحسبن أحد نفسه سلاح الله عندما يخطط لهجمات العنف والقمع وينفذ هذه الهجمات! لا يستعملن أحد الدين كذريعة لأعمال ضد الكرامة البشرية وضد الحقوق الأساسية لكل رجل وامرأة، وفي طليعتها الحق في الحياة وحق الجميع في الحرية الدينية! 








All the contents on this site are copyrighted ©.