2014-09-24 14:16:00

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن زيارته الرسولية إلى ألبانيا


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أريد اليوم أن أتحدث عن زيارتي الرسولية التي قمت بها إلى ألبانيا يوم الأحد الماضي، وذلك أولاً كفعل شكر لله الذي سمح لي بان أقوم بهذه الزيارة لأظهر أيضًا، وبشكل ملموس، قربي وقرب الكنيسة بأسرها من هذا الشعب. كما وأرغب أن أجدد امتناني للأساقفة الألبان والكهنة والرهبان والراهبات الذين يعملون بالتزام كبير، ويتوجه امتناني أيضًا إلى السلطات التي استقبلتني باحترام كبير، وإلى جميع الذين ساهموا لتحقيق هذه الزيارة.

تابع البابا يقول: لقد ولدت هذه الزيارة من رغبتي في التواجد في بلد يعيش خبرة تعايش مسالم بين مختلف مكوناته الدينية بعد أن خضع طويلاً لنظام ملحد وغير إنساني. لقد بدا لي أنه من الأهمية بمكان أن أشجعه على متابعة المسيرة في هذه الدرب والاستمرار بثبات لتعميق جميع النتائج من أجل الخير العام. لذلك تمحورت هذه الزيارة حول اللقاء مع القادة الدينيين والذي لمست من خلاله أن التعايش السلمي والمثمر بين أشخاص وجماعات من ديانات متعددة هو مرغوب به وممكن أيضًا، وهم يعيشونه! إنه حوار حقيقي ومثمر بعيدًا عن النسبية ويحترم هويّة كل شخص. فما يجمع هذه التعددية الدينية، في الواقع، هي مسيرة الحياة والإرادة الطيبة في فعل الخير للقريب بدون رفض أو تقليص لهويّة الآخر.

أضاف الحبر الأعظم يقول: أما اللقاء مع الكهنة والأشخاص المكرسين والإكليريكيين وأعضاء الحركات العلمانية فقد شكل مناسبة لتذكّر العديد من شهداء الإيمان. وبفضل حضور بعض المسنين الذين عاشوا هذه الاضطهادات الرهيبة تردد صدى الإيمان البطولي الذي عاشوه شهود الماضي الذين تبعوا المسيح حتى النهاية. فمن الاتحاد الحميم بيسوع ومن علاقة المحبة معه فاضت في هؤلاء الشهداء – كما في كل شهيد – القوة لمواجهة الأحداث الأليمة التي قادتهم إلى الاستشهاد. هذا وأكّد الأب الأقدس أنه اليوم أيضًا كالأمس، تستمد الكنيسة قوتها ونحن قوتنا من محبة المسيح! وقال إنها قوة تعضدنا في الأوقات الصعبة وتلهم عملنا الرسولي اليومي لنقدم للجميع المحبة والغفران ونشهد لرحمة الله.

تابع الأب الأقدس يقول: وخلال عبوري في الشارع الرئيسي لتيرانا الذي يقود من المطار وحتى الساحة الأساسية الكبيرة تمكنت من رؤية صور الكهنة الأربعين الذين قتلوا خلال النظام الشيوعي والذين فُتحت دعوى تطويبهم. فهؤلاء وبالإضافة إلى مئات رجال الدين المسيحيين والمسلمين قد قٌتلوا وعُذّبوا وسُجنوا فقط من أجل إيمانهم بالله. لقد كانت سنوات مظلمة مُحيت خلالها الحرية الدينية وحُظِّر فيها الإيمان بالله، وتم تدمير مئات الكنائس والجوامع، وحُرقت الكتب الدينية ومُنع الأهل من منح أسماء دينية لأبنائهم... إن ذكرى هذه الأحداث المأساوية أساسية من أجل مستقبل شعب ما، وذكرى الشهداء الذين ثبتوا في الإيمان وصمدوا هي الضمانة من أجل مستقبل ألبانيا، لأن دماءهم لم تُسفك هدرًا بل هي بذار ستحمل ثمار سلام وتعاون أخوي. واليوم، في الواقع، تشكّل ألبانيا مثالاً ليس فقط لولادة جديدة للكنيسة وإنما لتعايش سلمي بين الديانات أيضًا. وبالتالي فهؤلاء الشهداء ليسوا فاشلين مهزومين بل هم منتصرين وفي شهادتهم البطولية تسطع قدرة الله الذي يعزي شعبه على الدوام ويفتح أمامه دروبًا جديدة وآفاق رجاء.

أضاف الحبر الأعظم يقول: إن رسالة الرجاء هذه المؤسسة على الإيمان بالمسيح وعلى ذكرى الماضي قد أوكلتها للشعب الألباني بأسره، وقد شجّعت الجميع على الاستقاء على الدوام من طاقات الرب القائم من الموت ليكونوا خميرة إنجيلية في المجتمع ويلتزموا بالنشاطات الخيرية والتربوية.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: أشكر الرب مجدّدًا على هذه الزيارة التي سمحت لي بأن ألتقي بشعب شجاع وقوي لم يستسلم أمام الألم. أجدد دعوتي للإخوة والأخوات في ألبانيا ليتحلوا بالشجاعة من أجل الخير لبناء حاضر ومستقبل بلادهم وأوروبا، وأكل ثمار زيارتي هذه للعذراء سيّدة المشورة الصالحة لكي تتابع في مرافقة مسيرة هذا الشعب – الشهيد، وأضاف: لتثبته على الدوام خبرة الماضي الأليمة في الإنفتاح على الإخوة لاسيما الأشد ضعفًا، وتجعله فاعلاً أساسيًّا في أعمال المحبة الضرورية في إطارنا الاجتماعي والثقافي الحاضر، وبالتالي أرغب أن نوجه جميعنا اليوم تحية لهذا الشعب الشجاع والعامل الذي يبحث بسلام عن الوحدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.