2014-09-20 14:55:00

البابا فرنسيس: الشهادة هي بشارة تلمس القلب وتحوّله


التقى قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان بالمشاركين باللقاء الدولي الذي ينظمه المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل حول الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها متذكرًا كلمات إنجيل القديس متى عندما يخبرنا عن يسوع عندما "رأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها" (متى 9، 36)، وقال: كم من الأشخاص، في العديد من ضواحي عصرنا الوجودية، "تعبين ورازحين" ينتظرون الكنيسة وينتظروننا! كيف يمكننا الوصول إليهم؟ وكيف يمكننا أن نتشارك معهم خبرة الإيمان ومحبة الله واللقاء بيسوع؟ هذه هي مسؤولية جماعاتنا وعملنا الراعوي.

تابع البابا فرنسيس يقول: ليس من واجب الأب الأقدس "أن يقدّم تحليلاً مفصلاً وشاملاً حول الواقع المعاصر" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل عدد 51)، ولكنه يدعو الكنيسة بأسرها لتفهم علامات الأزمنة التي يقدمها الرب لها بلا توقف. وهذه العلامات – وكما نقرأ في الدستور الرعائي في الكنيسة في عالم اليوم "فرح ورجاء" – يجب أن تُفحص وتُفسّر في ضوء الإنجيل (راجع أعداد 4 و44): هذا هو "الوقت المرتضى" (2 كور 6، 2) إنه زمن الالتزام الملموس والإطار الذي دُعينا من خلاله للعمل من أجل تنمية ملكوت الله! كم من الفقر والوحدة نراهم في عالم اليوم! كم من الأشخاص يعيشون بألم كبير ويطلبون من الكنيسة أن تكون علامة القرب والصلاح والتضامن ورحمة الرب، وهذا واجب يطال بشكل خاص مسؤولي العمل الراعوي، وبالتالي على جميع الملتزمين في مختلف مجالات العمل الراعوي أن يعرفوا علامات الأزمنة هذه ويقرؤوها ليتمكنوا من إعطاء أجوبة حكيمة وسخيّة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: هناك كلمة أخرى تجعلني أفكّر، عندما يخبرنا يسوع عن صاحب الكرم الذي خرج ليستأجر عملة لكرمه (متى 20، 1- 16) ويقول لنا يسوع أنه خرج حوالي خمس مرات: عند الفجر وعند الساعة التاسعة، عند الظهر وعند الثالثة والخامسة بعد الظهر. كان العمل كثيرًا في الكرم وبالتالي أمضى رب ذلك الكرم نهاره في الطرقات والساحات بحثًا عن عملة ليستأجرهم. يمكن لمسؤولي العمل الراعوي أن يجدوا في هذا المثل مثالاً جميلاً إذ يحثّهم على الخروج في مختلف ساعات النهار للذهاب للقاء الذين يبحثون عن الرب، ليصلوا إلى الأكثر ضعفًا والأشد عوزًا ليمنحوهم الدعم ليشعروا بأهميتهم في كرم الرب حتى ولو لساعة واحدة فقط.

تابع البابا فرنسيس يقول: قد يبدو أحيانًا أننا منهمكون في تكثير النشاطات أكثر من الاهتمام بالأشخاص ولقائهم بالله. والعمل الراعوي الذي لا يولي اهتمامًا لهذا الأمر يصبح عقيمًا. ولذلك علينا ألا ننسى أن نتصرف كما فعل يسوع مع تلاميذه بعد أن أرسلهم إلى القرى والمدن ليحملوا بشرى الإنجيل وعادوا فرحين وأخبروه بكل ما عمِلوا وعلّموا أخذهم إلى مكان ليعتزلوا فيه ويقيم معهم (راجع مرقس 6، 31). فالعمل الراعوي بدون صلاة وتأمل لا يمكنه أن يصل أبدًا إلى قلب الأشخاص، بل يبقى على السطح دون أن يسمح لبذار كلمة الله بأن تتجذر وتزهر وتنمو وتُثمر. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: نحن لا نملك عصا سحرية قادرة على كل شيء وإنما لدينا الثقة بالرب الذي يرافقنا ولا يتركنا أبدًا. لنصنع الخير إذًا دون أن ننتظر شيئًا في المقابل! لنزرع ونعطي شهادة، لأن الشهادة هي بدء بشارة تلمس القلب وتحوّله.








All the contents on this site are copyrighted ©.