2014-09-16 11:52:00

كلمة الكاردينال مارادياغا خلال لقاء كاريتاس حول الشرق الأوسط


ألقى رئيس كاريتاس الدولية الكاردينال مارادياغيا مداخلة يوم أمس الاثنين خلال اللقاء الذي تعقده الهيئة للتباحث بالأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط. ولفت إلى إن المنطقة تعيش حاليا وضعا مأساويا وقال: في كل دقيقة تمر يُجبر أربعة أطفال في سورية على الهروب من منازلهم. كما أن المتطرفين في العراق وشرقي سورية يقومون بأعمال تطهير عرقية ودينية في المناطق الشاسعة الخاضعة لسيطرتهم. ناهيك عن نصف مليون طفل في غزة عاجزين عن العودة إلى مقاعد الدراسة لأن بعض المدارس دُمر والبعض الآخر يأوي المهجرين. وأضاف "إننا كجماعة دولية نواجه أكبر أزمة يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية"، لافتا أيضا إلى التعرض للمسيحيين في الموصل وإعدامهم أحيانا.

إن الغرب – تابع الكاردينال مارادياغا يقول – يسعى اليوم إلى تشكيل تحالف عسكري وإرسال المزيد من المقاتلات والطائرات بدون طيار إلى سورية والعراق، لكن المزيد من العنف ليس الحل لأنه سيؤدي إلى مزيد من القتل. هذا ثم أشار إلى أن هيئة كاريتاس الدولية تقوم بنشاط إنساني والتحدي المطروح أمامها اليوم كبير جدا، إذ يوجد حاليا ثلاثة عشر مليون مواطن سوري بحاجة ماسة إلى المعونات، بينهم ثلاثة ملايين موجودون خارج البلاد. وأوضح أن كاريتاس الدولية قدمت الدعم اللازم لكاريتاس سورية، لبنان، الأردن وتركيا لتوفّر الطعام والمأوى، والحماية والتعليم والخدمات الصحية لأكثر من تسعمائة ألف مواطن سوري منذ بداية الصراع المسلح. أما في غزة فقد دُمر مائة ألف منزل هذا الصيف، بالإضافة إلى سبعين بالمائة من المصانع وشركة الكهرباء الرئيسة. وقد قدمت كاريتاس القدس المساعدات للمحتاجين، شأن كاريتاس العراق الساعية إلى مد يد العون لأكثر من مليون وثلاثمائة ألف عراقي هُجروا منذ مطلع العام.

وأوضح الكاردينال مارادياغا أن اللقاء المنعقد في روما هذا الأسبوع يرمي إلى البحث في سبل دعم هيئات كاريتاس الوطنية والكنائس المحلية كي تتمكن من مساعدة كل محتاج. وتابع يقول: في وقت تنمو فيه الاحتياجات وتتقلّص الموارد، لا بد من تنسيق الجهود بشكل أفضل بغية توفير المساعدة لأكبر قدر ممكن من الأشخاص. وشدد أيضا على ضرورة التعامل مع مشكلة تقلّص حجم المساعدات الدولية، مشيرا إلى أن أقل من نصف المبلغ المطلوب لسد الاحتياجات الإنسانية في سورية، وحجمه سبعة مليارات وسبعمائة مليون دولار، تم توفيره حتى الآن. وبالتالي لا بد من حث الحكومات، لاسيما تلك التي تغذي الحروب أو تتركها تتفاقم، على وضع حد لسياساتها هذه وبذل مزيد من الجهود لدعم البرامج الإعانية.

تابع الكاردينال مارادياغا يقول: لا يمكن أن نترك لبنان والأردن وتركيا ودولا مجاورة أخرى تتعامل لوحدها مع تبعات الأزمتين السورية والعراقية. وهذا يعني أن على بلدان أخرى أن تتحمل حصتها من عبء اللاجئين. هذا ولم تخل كلمة رئيس هيئة كاريتاس الدولية من التعبير عن قلقه البالغ إزاء ظاهرة نزوح المسيحيين عن منطقة الشرق الأوسط وانهيار المجتمعات التعددية، ورأى أنه تترتب على هذه الظاهرة انعكاسات كبيرة على المجتمعات والعالم بأسره، مشددا على ضرورة أن يرتكز السلام في الشرق الأوسط إلى العدالة لكل الشعوب.








All the contents on this site are copyrighted ©.