2014-09-14 12:41:00

البابا يطلق نداء من أجل السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى


في ختام الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلا البابا فرنسيس كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين. سلط البابا الضوء على معنى عيد ارتفاع الصليب لافتا إلى أننا نرفع في هذه المناسبة صليب يسوع، لأن من خلاله تجلّت محبة الله القصوى للبشرية. لقد وهبنا الله الآب ابنه ليخلصنا، وهذا ما تطلب موت يسوع على الصليب. وقد حصل هذا الأمر بسبب خطورة الشر الذي كان يستعبدنا. لقد عبّر الصليب عن القوة السلبية للشر وعن قدرة رحمة الله في الآن معا. بدا الصليب وكأنه فشل يسوع، لكنه في الواقع رمز انتصاره. عندما نوجّه أنظارنا نحو الصليب – تابع البابا يقول – نتأمل بعلامة محبة الله اللامتناهية حيال كل واحد منا، ونتأمل أيضا بجذور خلاصنا. من هذا الصليب شعّت رحمة الآب التي عانقت العالم بأسره. صليب يسوع هو رجاؤنا الوحيد، ولهذا السبب "ترفع" الكنيسة الصليب المقدس.

بعدها قال البابا فرنسيس: إذ نتأمل بالصليب ونحتفل بهذا العيد، نتذكر بتأثر أخوتنا وأخواتنا الكثيرين المضطهدين والذين يُقتلون بسبب أمانتهم للمسيح. وهذا ما يحصل بنوع خاص حيث الحرية الدينية ليست مضمونة أو لم تُطبق بالكامل. كما يحصل أيضا في دول وبيئات تدافع من حيث المبدأ عن الحرية وحقوق الإنسان لكن في الواقع يخضع المؤمنون، لاسيما المسيحيين منهم، إلى قيود أو حالات من التمييز. لهذا نتذكر هؤلاء الأشخاص في هذا اليوم، ونصلّي من أجلهم.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي لفت البابا إلى أنه غدا ستبدأ مهام بعثة مجلس الأمن الدولي في جمهورية أفريقيا الوسطى الهادفة إلى تعزيز المسيرة السلمية وحماية السكان المدنيين الذين يعانون بشدة من تبعات الصراع الدائر. وشجع البابا للمناسبة جهود الجماعة الدولية الهادفة إلى مساعدة أهالي أفريقيا الوسطى. وتمنى أن يفسح العنف المجال أمام الحوار، وأن تتخلى التيارات السياسية المتخاصمة عن المصالح الخاصة وتعمل على تمكين كل مواطن – بغض النظر عن انتمائه العرقي والديني – من التعاون من أجل بناء الخير المشترك. فليرافق الرب هذا العمل من أجل إحلال السلام!

هذا ثم تطرق البابا إلى زيارته يوم أمس إلى المقبرة العسكرية في ريديبلوليا وقال: ذهبت بالأمس إلى ريبديبوليا، حيث صليت على نية ضحايا الحرب العالمية الأولى وهي أعداد مخيفة. يُحكى عن 8 ملايين من الجنود الشباب الذين قُتلوا ناهيك عن سبعة ملايين مدني تقريبا. هذا يُفهمنا مدى جنون الحرب! الحرب جنون لم تتعلم منه البشرية أي درس إذ وقعت بعدها حرب عالمية ثانية فضلا عن حروب كثيرة ما تزال تدور اليوم. متى سنتعلم هذا الدرس! أدعو الجميع للنظر إلى المسيح المصلوب ليفهموا أن الغفران والخير ينتصران على الحقد والشر وأن الرد من خلال الحرب يزيد من حجم الشر والموت!








All the contents on this site are copyrighted ©.