رسالة البابا لمناسبة اللقاء الدولي من أجل السلام تنظمه جماعة سانت إيجيديو

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى أسقف أبرشية أنتويرب، المطران يوهان جوزيف بوني، لمناسبة استضافة هذه المدينة البلجيكية اللقاء الدولي من أجل السلام الذي تنظمه جماعة سانت إيجيديو من السابع وحتى التاسع من أيلول سبتمبر 2014 حول موضوع "السلام هو المستقبل". وأكد الحبر الأعظم أن الموضوع المُختار لهذا العام يذكّر بالمئوية الأولى لاندلاع الحرب العالمية الأولى، ويوحي بمستقبل يساعد فيه الاحترام المتبادل والحوار والتعاون في إبعاد شبح النزاع المسلح. وإذ أشار إلى أن شعوبا ليست بقليلة تحتاج في أيامنا هذه للمساعدة في إيجاد درب السلام، أكد البابا فرنسيس أن الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى تعلّمنا أن الحرب ليست أبدا وسيلة مرضية لمعالجة المظالم وبلوغ حلول متوازنة للخلافات السياسية والاجتماعية.

أضاف البابا فرنسيس أنه إذا فكّرنا بالنزاعات والحروب التي لا تُحصى، المُعلنة وغير المعلنة، والتي تعاني منها اليوم العائلة البشرية وتهدّم حياة الشباب والمسنين، وتسمّم علاقات التعايش بين جماعات اتنية ودينية متعددة، يبدو جليًّا أنه، ومع جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة، لا نستطيع الوقوف موقف اللامبالاة أمام آلام كثيرة. وأكد الحبر الأعظم أنه بإمكان التقاليد الدينية المتعددة ـ و"بروح أسيزي" ـ تقديم إسهام لصالح السلام، وأضاف: نستطيع أن نفعل ذلك بقوة الصلاة، وقد أدركنا جميعا أن الصلاة والحوار مرتبطان ارتباطا وثيقًا. وأمل البابا بأن تساعد أيام الصلاة والحوار هذه في التذكير بأن البحث عن السلام والتفاهم من خلال الصلاة قادر على إنشاء روابط وحدة دائمة، وأضاف أن الحرب ليست ضرورية على الإطلاق، ويمكن إيجاد بديل على الدوام: طريق الحوار واللقاء والبحث الصادق عن الحقيقة.

وفي ختام رسالته للمشاركين في اللقاء الدولي من أجل السلام الذي تنظمه جماعة سانت إيجيديو في بلجيكا، أكد البابا فرنسيس أن الوقت حان كي يتعاون قادة الأديان بفعالية لتضميد الجراح وحل النزاعات والبحث عن السلام. إن قادة الأديان مدعوون ليكونوا أناس سلام. علينا أن نكون بناة سلام، وعلى جماعاتنا أن تكون مدارس احترام وحوار مع باقي الجماعات الاتنية أو الدينية، أماكن يتم فيها تعلّم تخطي التوترات وتعزيز علاقات عادلة وسلمية بين الشعوب، وبناء مستقبل أفضل لأجيال الغد.