2014-09-06 13:27:00

البابا يستقبل أساقفة الكاميرون في زيارتهم للأعتاب الرسولية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في الفاتيكان أساقفة الكاميرون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. وقد سلّم ضيوفه خطابا مكتوبا باللغتين الفرنسية والانجليزية استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره لاستضافتهم بالفاتيكان، وتوجه بالشكر إلى رئيس مجلس الأساقفة المطران سامويل كليدا على الكلمة التي ألقاها باسم الأساقفة الحاضرين.

أكد البابا أن زيارة الأساقفة للفاتيكان تشكل بالنسبة له مناسبة يجدد خلالها الإعراب عن ثقته بروح الشركة الذي يجمع أساقفة الكاميرون الكاثوليك بالكرسي الرسولي مشددا على أهمية الحفاظ على رباط المحبة بغية الشهادة بطريقة أصيلة وفاعلة للإنجيل. كما تطرق إلى ضرورة الحفاظ أيضا على الوحدة في إطار التنوع، وهذا هو الواقع الراهن في العديد من أبرشيات الكاميرون ويشكل مصدر غنى إنساني وروحي.

كما تمنى البابا في كلمته أن يقام تعاون وثيق ومثمر بين الكنيسة والدولة والمجتمع المدني في الكاميرون، وهذا ما تجلى مؤخرا من خلال التوقيع على اتفاق إطار بين الكرسي الرسولي وجمهورية الكاميرون، آملا أن يحمل ثمارا وافرة. وحث الأساقفة أيضا على العمل من أجل تطبيق هذا الاتفاق على أرض الواقع، لأن الاعتراف القانوني بالعديد من المؤسسات الكاثوليكية المتواجدة في البلد الأفريقي يعود بالفائدة لا على الكنيسة وحسب إنما على المجتمع الكاميروني بأسره.

هذا وحيّا البابا فرنسيس الالتزام الهام الذي تتميز به الكنائس المحلية على صعيد العمل الاجتماعي، لاسيما في الحقل التربوي والصحي والخيري وهذا ما تقدره السلطات المدنية المحلية تقديرا كبيرا. وأكد أن هذا العمل ينبغي أن يتم في إطار التعاون الخصب بين الدولة والكنيسة في ظل الاحترام التام لحرية هذه الأخيرة. ولفت البابا إلى أن الالتزام في الأعمال الاجتماعية يشكل جزءا أساسيا من الكرازة بالإنجيل نظرا لوجود ترابط وثيق بين الكرازة بالإنجيل والتنمية البشرية.

هذا ثم رأى البابا أن الحضور الهام للمسلمين في بعض الأبرشيات الكاميرونية يشكل دعوة ملحة للشهادة بشجاعة وفرح للإيمان بالمسيح القائم من الموت. اعتبر أن تعزيز الحوار مع المسلمين في إطار الثقة المتبادلة يشكل اليوم ضرورة ملحة من أجل الحفاظ على جو من التعايش السلمي واحتواء تنامي العنف التي يذهب المسيحيون ضحيته في بعض المناطق الأفريقية.

ولم يخلُ خطاب البابا إلى أساقفة الكاميرون من الإشارة إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص برعوية العائلة التي تواجه اليوم صعوبات كثيرة شأن الفقر والتهجير وانعدام الأمن وتجربة الانجرار وراء ممارسات الأجداد التي تتعارض والإيمان المسيحي، أو حتى معانقة أنماط جديدة من العيش يقترحها عالمنا المعولم.

هذا ثم توجه البابا بالشكر إلى جميع الكهنة في الكاميرون على الاندفاع الرسولي الذي يميّزهم، خصوصا عندما يمارسون خدمتهم في ظروف وأوضاع صعبة، وعبّر عن قربه من هؤلاء بواسطة الصلاة. كما لفت البابا إلى ضرورة إيلاء اهتام مميّز بتنشئة الكهنة كي يتمكنوا من مواجهة إغراءات العالم الكثيرة وفي طليعتها إغراء السلطة والمال والمناصب.

بعدها أثنى البابا فرنسيس على الجهود الشجاعة التي تقوم بها الكنيسة في الكاميرون على صعيد الكرازة بالإنجيل، والتي تحمل ثمارا طيبة وحثّ ضيوفه في الختام على السير قدما بشجاعة وحزم يحركهم روح إرسالي متجدد كي يتمكنوا من حمل البشرى السارة إلى من ينتظرونها ومن يحتاجون إليها.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.