2014-08-31 12:51:00

البابا يتحدث عن الانجيل والصلاة والافخارستيا


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم، كعادته في كل أحد، صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! في سياق تأملاتنا في إنجيل القديس متى، نصل اليوم إلى نقطة محورية، حيث بدأ يسوع – وبعد أن تأكد من أن بطرس والتلاميذ الأحد عشر الآخرين آمنوا بأنه المسيح ابن الله – (بدأ) يُظهر لهم أنه يجب عليه أن يذهب إلى أورشليم ويعاني آلاما شديدة ... ويُقتل ويقوم في اليوم الثالث. وقد برز هنا التضارب بين نمط تفكير يسوع وتفكير باقي التلاميذ. شعر بطرس بواجب توبيخ المعلّم، لأنه لا يسعه أن يتصور نهاية مهينة كهذه للمسيح. فوبّخ يسوع بدوره بطرس لأن أفكاره ليست أفكار الله بل أفكار البشر، ودون أن يعي ذلك قام بطرس بدور الشيطان، أي المجرب.

وفي ليتورجية هذا الأحد، يتحدث بولس الرسول عن هذا الموضوع إذ كتب في رسالته للمسيحيين في رومة "لا تتشبهوا بهذه الدنيا، بل تبدّلوا بتجدد عقولكم لتُميّزوا ما هي مشيئة الله" (رومة 12، 2). نحن المسيحيون – تابع البابا يقول – نعيش في العالم، إننا منغمسون في الواقع الاجتماعي والثقافي لزماننا، وهذا أمر حسن لكنه يحمل في طياته خطر أن نصبح جزءا من هذا العالم، فيفقد الملح طعمه، كما يقول الرب يسوع، أي أن يفقد المسيحي زخم الحداثة المتأتية من الرب ومن الروح القدس. لا بد أن يحصل العكس تماما: عندما تبقى حية لدى المسيحيين قوة الإنجيل يمكنها أن تبدّل معايير الحكم، والقيم المقررة ونقاط الاهتمام وأنماط التفكير ومصادر الإلهام ونماذج الحياة.

من المحزن أن نجد المسيحيين هكذا، ولا نعرف ما إذا كانوا مسيحيين أم جزءا من هذا العالم. هذا أمر محزن فعلا! من المحزن أن نجد مسيحيين ليسوا ملح الأرض، فالملح عندما يفقد طعمه لا ينفع لشيء وهذا يحصل عندما يصبح المسيحيون جزءا من هذا العالم! لذا من الأهمية بمكان أن نتجدد باستمرار مرتكزين إلى عصارة الإنجيل.

وكيف يمكننا أن نفعل هذا على الصعيد العملي؟ أولا لا بد أن نقرأ الإنجيل ونتأمل به يوميا، كي تبقى كلمة يسوع حاضرة على الدوام في حياتنا؛ تذكروا أن تحملوا الإنجيل معكم دائما، في الحقيبة أو في الجيب، وأن تقرأوا مقطعا كل يوم. من المهم أن نقرأ كلمة يسوع! هذا فضلا عن المشاركة في قداس الأحد، حيث نلتقي بالرب في الجماعة، نصغي إلى كلمته وننال الافخارستيا التي توحّدنا معه ومع بعضنا البعض؛ ومهمة أيضا من أجل التجدد الروحي أيام الرياضات الروحية والاختلاء بالذات. الإنجيل، الافخارستيا والصلاة. لا تنسوا! الإنجيل، الافخارستيا والصلاة: بفضل هبات الرب هذه لا نتشبّه بهذه الدنيا بل بالمسيح، ويمكننا أن نتبعه على درب فقدان الحياة كي نجدها. فقدان الحياة أي بمعنى تقديمها للآخرين، بدافع المحبة، وهذا يتطلب التضحية، حتى الصليب، كي ننال الحياة من جديد، حياة مطهّرة، خالية من الأنانية وليست رهن الموت. حياة مليئة بالأبدية.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، تحدث البابا عن احتفال إيطاليا بيوم حماية الخليقة، والذي أطلقه مجلس الأساقفة المحلي. وموضوعه هذا العام "التربية على حماية الخليقة، من أجل صحة قرانا ومدننا". وأتمنى – قال البابا - أن يتقوى التزام الكل، مؤسسات وجمعيات ومواطنين، كي تُصان الحياة وصحة الأشخاص مع احترام البيئة والطبيعة. في الختام حيا البابا فرنسيس وفود الحجاج والمؤمنين خاصا بالذكر البرلمانيين الكاثوليك المشاركين في لقائهم الدولي الخامس، وشجعهم على عيش دور تمثيل الشعب تماشيا مع القيم الإنجيلية. هذا ثم طلب من الجميع أن يصلوا من أجله وتمنى لهم أحدا سعيدا وغداء شهيا!








All the contents on this site are copyrighted ©.