2014-08-15 14:30:00

البابا فرنسيس يلتقي شباب آسيا في مزار سولمو: الشهادة لإنجيل الرجاء


التقى قداسة البابا فرنسيس في مزار سولمو شباب آسيا في اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى كوريا، واستهل كلمته من إنجيل القديس متى عن تجلي الرب، مذكّرا بما قاله القديس بطرس على جبل طابور "حَسَنٌ أن نكون ههنا!" وأضاف الحبر الأعظم: حقًا إنه لحسَنٌ أن نكون هنا معا، في مزار الشهداء الكوريين، وقد تجلى مجد الرب فيهم مع فجر حياة الكنيسة في هذا البلد. وفي هذا التجمّع الذي يضم شبابا مسيحيين من كل أنحاء آسيا، نستطيع أن نشعر بمجد يسوع الحاضر بيننا، الحاضر في كنيسته التي تعانق كل أمة، لغة وشعب، والحاضر بقوة روحه القدوس الذي يجدّد كل شيء. ومن ثم شكر قداسة البابا شباب آسيا على استقبالهم الحار وأناشيدهم المفعمة بالفرح، وشهادات الإيمان وغنى ثقافاتهم المتعددة، وتابع كلمته متأملا بموضوع اليوم الآسيوي السادس للشباب "مجد الشهداء يضيء عليكم"، وقال: يرغب الرب بأن يسطع مجده في حياتكم، وينير من خلالكم حياة هذه القارة الكبيرة. ويقرع المسيح اليوم باب قلبكم ويدعوكم لتنهضوا وتكونوا متيقظين ومتنبهين وتروا الأشياء التي هي حقًا مهمة في الحياة، كما يدعوكم لتذهبوا في طرقات ودروب هذا العالم وتقرعوا على باب قلوب الآخرين، وتدعوهم لقبوله في حياتهم.

وأضاف البابا فرنسيس: مع الشباب في كل مكان، تريدون العمل لبناء عالم يعيش فيه الجميع بسلام وصداقة، متخطين الحواجز، مصلحين الانقسامات ورافضين العنف والأحكام المسبقة. وهذا ما يريده الله منا بحق. وتابع الحبر الأعظم: كم مرة تبدو بذور الخير والرجاء التي نسعى لزرعها مخنوقة بالأنانية والعدائية والظلم، لا من حولنا فقط، إنما أيضا في قلوبنا. وأشار الحبر الأعظم إلى القلق جراء تنامي الهوة بين الأغنياء والفقراء في مجتمعاتنا وأضاف قائلا إن عددا كبيرا من أصدقائنا ومعاصرينا، وعلى الرغم من كونهم محاطين بازدهار مادي كبير، فإنهم يعانون من فقر روحي ووحدة ويأس. ويبدو وكأن صحراء روحية تبدأ بالانتشار في العالم كله، ما يؤثر على الشباب أيضا ويسرق منهم الرجاء، وحياتهم أيضا في كثير من الحالات.

ومع ذلك، أضاف البابا فرنسيس: هذا هو العالم حيث أنتم مدعوون للذهاب من أجل الشهادة لإنجيل الرجاء، إنجيل يسوع المسيح وملكوته. وأشار إلى أن الإنجيل يعلّمنا بأن الروح القدس يستطيع أن يحمل حياة جديدة إلى قلب كل إنسان، ويبدّل كل حالة، حتى تلك التي تبدو ظاهريا ميؤوسا منها. هذه هي الرسالة المدعوون لتقاسمها: في المدرسة، في عالم العمل، في عائلاتكم، في الجامعة وجماعاتكم. ولأن يسوع قام من بين الأموات، فنحن نعلم أن عنده "كلمة الحياة الأبدية"، وأن كلمته قادرة على لمس كل قلب وقهْر الشر بالخير وتبديل العالم. أعزائي الشباب، إن الرب يعتمد عليكم في زمننا الحاضر! لقد دخل قلبكم في يوم معموديتكم ووهبكم روحه يوم تثبيتكم، ويقويّكم دائما من خلال حضوره في الافخارستيا، لتكونوا هكذا شهودا أمام العالم. أأنتم مستعدون لذلك؟ وختم البابا كلمته سائلا مريم العذراء أن تحميهم وتجعلهم دائما قريبين من ابنها يسوع، وأن يرافقهم أيضا من السماء القديس يوحنا بولس الثاني الذي أطلق الأيام العالمية للشباب.








All the contents on this site are copyrighted ©.