2014-08-07 15:22:25

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في مؤتمر منظمة فرسان كولومبوس


بمناسبة المؤتمر المائة والثاني والثلاثين لفرسان كولومبوس والذي يعقد في أورلاندو في الولايات المتحدة من الخامس وحتى السابع من شهر آب أغسطس الجاري تحت عنوان: "وتكونون جميعًا إخوة، دعوتنا للأخوّة" وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة حملت توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، عبّر فيها عن قربه من المشاركين في هذا اللقاء وقال: يعلمنا الإيمان بأننا خلقنا على صورة ومثال الله والثالوث وخُلصنا بذبيحة المسيح وبأن الكنيسة مدعوّة لتكون جماعة إخوة وأخوات يقبلون بعضهم البعض ويخدمون بعضهم البعض كخميرة وحدة ومصالحة من أجل العائلة البشريّة بأسرها. وفي الإطار الاجتماعي والكنسي المعقد في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، وجدت هذه الدعوة تعبيرًا خاصًا في مبادئ الإيمان والأخوة والخدمة التي ساهمت في تأسيس فرسان كولومبوس، وأمانة الفرسان لهذه المثل العليا لم تؤكد استمرارية وحيوية هذه الجمعية فقط، وإنما ساهمت أيضًا ولا تزال تساهم في رسالة الكنيسة على جميع المستويات ولاسيما في خدمة الكرسي الرسولي.

تابع الأب الأقدس يقول: وكما أن الإيمان تصقله المحبة وثماره تظهر من خلال الأعمال الصالحة، هكذا تتابع روح الأخوّة التي غرسها الأب مايكل ماكغيفناي مؤسس منظمة فرسان كولومبوس في الإثمار من خلال أعمال المحبة العديدة. هذا وأكّد الأب الأقدس أنه وبالرغم من التضحية التي يتطلبها هذا الفيض الكبير من الأعمال الخيرية، فإنه يثق بأن المنظمة ستستمد إلهامها باستمرار من تعليم المسيح ومثله من أجل الوصول إلى الآخرين، ولاسيما الفقراء والمعوزين. فإذا كانت الخدمة هي روح الأخوة التي تبني السلام (رسالة اليوم العالمي للسلام، 10 2014)، فسيكون عندها كل من الأعمال الخيرية التي تقوم بها منظمتكم انعكاسًا لمحبة المسيح، الحي والذي يتابع العمل في الشركة مع جسده، الكنيسة. ومن خلال عيش هذا الحب، نرى أولئك الذين نخدمهم كأخوة وأخوات، ونحترم كرامتهم الفطرية، فنحن نكرّم يسوع الحاضر فيهم (متى 25، 40)، ويسوع يؤكد لنا أننا في العطاء نربح نحن أيضًا (لوقا 6، 38). إذ تصبح أعمالنا الخيرية مصدرًا للإثراء الروحي، لأنها تفتح قلوبنا للقاء محوّل مع الرب. وكما يظهر تاريخ منظمتكم المميز، فإن الدعوة للأخوة تجد أيضا تعبيرًا مثمرًا في فضيلة الوطنية والتزام فعال في نمو مجتمع أكثر انسجاما وعدلاً.

كما وعبّر الحبر الأعظم عن امتنانه للدور الفعال الذي لعبته منظمة فرسان كولومبوس في مقاومة الجهود لجعل الديانة تقتصر على النطاق الشخصي، وللدفاع عن مكانتها ضمن النطاق العام وتشجيع المؤمنين العلمانيين في مهمتهم في إقامة مجتمع يعكس حقيقة المسيح وقيم ملكوته. كما نقرأ في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل: "الأرض هي بيتنا المشترك، وجميعنا إخوة وأخوات"، وبالتالي "لا يمكن لأحد أن يطالب بأن تقتصر الديانة فقط على الحياة الشخصية، دون التأثير على الحياة الاجتماعية أو الوطنية، من دون الاهتمام تجاه سلامة المؤسسات المدنية، وبدون الحق في التعبير حول الأحداث التي تؤثر على المجتمع" (فرح الإنجيل عدد 183).

هذا وحث الأب الأقدس المشاركين في المؤتمر على إعطاء أهمية خاصة  للزواج والعائلة في سبيل تقديم عرض مقنع للتعاليم الأخلاقية المسيحية في ضوء رؤية أنثروبولوجية سليمة تتركز على كرامة الإنسان والاستخدام الصحيح للحرية التي وهبها الله لنا. كما وعبّر البابا أيضًا عن امتنانه للجهود التي تبذلها منظمة فرسان كولومبوس لتقدم لأعضائها مع التنشئة على الإيمان حسًّا قويًّا بالمسؤولية المدنية، وللدعم الذي تقدمه لاسيما إزاء المبادرات الكنسية الهامة كالجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة  حول التحديات الراعوية التي تواجهها العائلة، واللقاء العالمي للعائلات الذي سيعقد العام المقبل في فيلادلفيا. إذ أن العائلة هي المعلمة الأولى لتلك الأخوة التي توحد وتبني المجتمع على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والعدالة والرحمة والحق. وختم الأب الأقدس رسالته للمشاركين في المؤتمر المائة والثاني والثلاثين لفرسان كولومبوس مانحًا الجميع فيض بركاته الرسوليّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.