2014-07-27 14:19:07

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذلك الزمان: قال يسوع للجموعِ: "مَثَلُ مَلَكوتِ السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْلٍ، وَجدَه رَجُلٌ فأَعادَ دَفنَه، ثُمَّ مَضى لِشِدَّةِ فَرَحِه، فباعَ جميعَ ما يَملِكُ واشتَرى ذلكَ الحَقْل. ومَثَلُ ملكوتِ السَّمَوات، كمَثَلِ تاجِرٍ كانَ يطلُبُ اللُّؤلُؤَ الكريم، فَوجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينة، فمضى وباعَ جَميعَ ما يَملِكُ واشتَراها". ومَثَلُ ملكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ شَبَكةٍ أُلقِيَت في البَحر فجَمعَت مِن كُلِّ جِنْس. فلَمَّا امتَلأَت، أَخرَجَها الصَّيَّادونَ إِلى الشَّاطِئ، وجَلَسُوا فجَمَعوا الطَّيِّبَ في سِلالٍ وطَرَحوا الخَبيث. وكذلِك يكونُ عِنْدَ نِهايةِ العالَم: يَأتي المَلائِكَةُ فيَفصِلونَ الأَشرارَ عنِ الأَخيار، ويَقذِفونَ بِهم في أَتُّونِ النَّار. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان. أَفَهِمتُم هذا كُلَّه؟" قالوا لَه: "نَعَم". فقالَ لَهم: "لِذلكَ كُلُّ كاتِبٍ تَتَلمَذَ لِمَلكوتِ السَّمَوات، يُشبِهُ رَبَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِن كَنزِه كُلَّ جَديدٍ وقَديم".

 

للتـأمل: قراءة من أوريجانس: اللؤلؤة الثمينة

على مَن "يطلب اللآلئ الكريمة" أن يطبّق هذا الكلام: "اطلبوا تجدوا" و"مَن يطلب يجد" (متّى7: 7-8). إذًا، ما هو المقصود بـ"اطلبوا" وبـ"مَن يطلب يجد"؟ فلنقل ذلك بلا تردّد: المقصود هو اللآلئ، وخاصّة اللؤلؤة التي حصل عليها الإنسان الذي أعطى كلّ شيء وخسر كلّ شيء. بسبب هذه اللؤلؤة، قال بولس: "من أجله خسرت كلّ شيء وعددت كلّ شيء نفاية لأربح المسيح" (فل3: 8). بكلمة "كلّ"، قصد اللآلئ الكريمة؛ وبعبارة "أربح المسيح"، قصد اللؤلؤة الفريدة والثمينة.

ثمين جدًّا هو الضوء بالنسبة إلى مَن هم في الظلام ويحتاجون إليه حتّى شروق الشمس. ثمين جدًّا أيضًا المجد المتألّق على وجه موسى (2قور3: 7)، وعلى وجه الأنبياء الآخرين. من الممتع رؤية هذا المجد لأنّه يساعدنا في التقدّم حتّى نتمكّن من تأمّل مجد المسيح الذي شهد له الآب قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت" (متى3: 17). "فإِنَّ ما مُجِّدَ لا يُعَدُّ مُمَجَّدًا من هذه الجِهَة، بِالنَّظرِ إِلى ذلك المَجدِ الفائِق" (2قور3: 11). نحن بحاجة أوّلاً إلى مجد قابل للاختفاء أمام ذلك "المجد الفائق"، كما نحن بحاجة إلى "معرفة ناقصة"، "فمتى جاء الكامل زال الناقص" (1قور13: 9).

حينئذٍ، كلّ نفس ما تزال في مرحلة الطفولة وتسير نحو "التعليم الكامل" (عب6: 1) بحاجة إلى التعليم والإحاطة والمرافقة حتّى يكتمل فيها "إتمام الزمان" (غل4: 4)... وفي النهاية، ستبلغ رشدها وستحصل على إرثها، أي اللؤلؤة الثمينة، "فمتى جاء الكامل زال الناقص" (1قور13: 10)، وستكتسب الكنز الذي يتخطّى كلّ شيء: معرفة المسيح (فل3: 8). ولكنّ كثيرين لا يفهمون جمال لآلئ الشريعة و"المعرفة الناقصة" المنتشرة بين جميع الأنبياء؛ فهم يتخيّلون بغير حقّ أنّهم بدون الشريعة وبدون فهم الأنبياء، سيجدون اللؤلؤة الثمينة الوحيدة... : فهم كامل للإنجيل وكلّ ما تعنيه أعمال يسوع المسيح وأقواله.








All the contents on this site are copyrighted ©.