الجهود الهادفة للتوصل إلى هدنة في غزة تبوء بالفشل إزاء الارتفاع المستمر في عدد الضحايا

يبدو أن الجهود الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة باءت بالفشل، في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنها تحتاج إلى المزيد من الوقت كي تتمكن من الحيلولة دون إطلاق الصواريخ على أراضيها وذلك إزاء ارتفاع عدد ضحايا الصراع الذي تخطى السبعمائة قتيل فلسطيني. يحصل هذا في وقت أعلن فيه مصدر مصري مطلع عن إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية قد تدخل حيّز التنفيذ نهاية الأسبوع الجاري لمناسبة الاحتفال بعيد الفطر، لكن الإدارة الأمريكية استبعدت هذا الاحتمال، إذ صرح مسؤول أمريكي لم يشأ الكشف عن اسمه بأن الجهود الرامية لبلوغ الهدنة مستمرة، لكنه لم يتوقع أن يُنفذ وقف إطلاق النار خلال الأيام القليلة المقبلة.

ميدانيا ذكرت مصادر طبية فلسطينية صباح اليوم الخميس أن ستة عشر شخصا قُتلوا فجرا نتيجة قصف الدبابات الإسرائيلية لمدينة غزة، بينهم ستة أشخاص من عائلة واحدة، فيما أعلنت إسرائيل أن حصيلة القتلى في صفوف القوات المسلحة بلغت اثنين وثلاثين جنديا منذ بداية العمليات العسكرية البرية في القطاع لأسبوع خلا، كما أسفرت الهجمات الصاروخية الفلسطينية على المناطق الآهلة في إسرائيل عن سقوط ثلاثة قتلى مدنيين على الأقل.

بالمقابل عقدت الحكومة الإسرائيلية المصغرة اجتماعا خلال الليلة الماضية لم تتخذ خلاله قرارا واضحا بشأن تطبيق الهدنة الإنسانية في القطاع، لكن مصادر مطلعة أكدت أن حكومة نتنياهو تنوي عقد محادثات بشأن بلوغ وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة. كما أعلن مسؤول إسرائيلي أن الجيش يحتاج إلى ما بين أربعة أو خمسة أيام كي يتمكن من القضاء على الأنفاق عبر الحدود، وتدمير منشآت إطلاق الصواريخ في قطاع غزة واستبعد إمكانية أن يقبل الفلسطينيون بوقف إطلاق النار إذا ما استمر وجود القوات الإسرائيلية داخل القطاع.

في تطور آخر، اعتبر مدير المكتب السياسي في حماس خالد مشعل أن المقاتلين الفلسطينيين حققوا مكاسب في حربهم ضد إسرائيل، وعبّر عن دعمه النداءات المطالبة بتطبيق هدنة إنسانية، شرط أن تخفف إسرائيل من القيود المفروضة على القطاع، حيث يعيش حوالي مليون وثمانمائة ألف شخص. وقال مشعل مساء أمس الأربعاء خلال زيارته قطر إن الحركة لن تقبل بأي اقتراح إن لم يشمل رفع الحصار عن غزة، مؤكدا أن حماس لا تريد الحرب لكنها لن تُهزم.