2014-07-21 15:31:05

الكاردينال ساندري يحتفل بالذبيحة الإلهية بمناسبة عيد القديس شربل


بمناسبة الاحتفال بعيد القديس شريل مخلوف والنبي إيليا ترأس الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية عصر أمس الأحد الذبيحة الإلهية في كنيسة سيّدة لبنان في لوس أنجلس في الولايات المتحدة وللمناسبة ألقى الكادرينال ساندري عظة قال فيها: عندما نتأمل في حياة القديس شربل لا يمكننا ألا نغوص في سريّتها. فقد ولد شربل في عائلة متواضعة عام 1828، توفي والده أنطون مخلوف وهو في الثالثة من عمره. تأثر شربل بمثال خاليه الراهبين الحبيسين الأمر الذي حمله على اختيار الحياة الرهبانية، وبعد ست عشرة سنة من الحياة الرهبانية والكهنوتية المثالية سُمح له باعتناق الحياة النسكية كحبيس في محبسة القديسين بطرس وبولس. أظهر القديس شربل التزامًا كبيرًا في حياة الصلاة والعمل اليدوي والتقشف والصمت التأمليّ، كما وأظهر عبادة كبيرة لله الحاضر في الافخارستيا. توفي القديس شربل عشية عيد الميلاد بعد أن كان قد تعرض لوعكة صحيّة خلال احتفاله بالذبيحة الإلهية في السادس عشر من كانون الأول. وأضاف الكاردينال ساندري يقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، إن الله يبارك كنيسته والعالم بقديسيه على الدوام، ويدعونا للتشبه بحياتهم ومثالهم. من خلال قداسة القديس شربل نجد الدعوة للعزلة والصمت، بمعنى آخر إنها "دعوة للصحراء" دعوة لنصمت ونتأمل في حياتنا ونكون مع الله. فإنسان اليوم لا يملك وقتًا لنفسه أو لله، إذ أن انشغالاته تسلبه القدرة على عيش عطيّة الحياة التي خُلقت وكُونت لتُعاش في الله.

تابع عميد مجمع الكنائس الشرقية يقول: بينما عاش النبي إيليا والقديس شربل حياتهما بعيدًا عن إغراءات العالم مقدمين لله بالصلاة آلام ودموع شعبهما، نرى أنفسنا كأولئك القوم الذين قال عنهم النبي إرميا: "تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة وحَفَروا لأَنفُسِهم آباراً آباراً مُشَقَّقَةً لا تُمسِكُ الماء" (إرميا 2، 13). نقف اليوم مع القديس شربل والنبي إيليا مدركين أن الشعب الذي أحباه لا يزال يتألّم ويعيش بالخوف. يتوجه قلبنا نحو مسيحيي الأرض المقدسة ولبنان وسوريا والعراق ومصر وجميع الأبرياء الذي يقضون ضحايا العنف في الشرق الأوسط.

أضاف الكاردينال ليوناردو ساندري يقول: لقد توقفنا عند بعض ميزات حياة القديس شربل الروحية ولكننا لا ننسى شهادة النبي إيليا والغيرة التي تحلّى بها تجاه الله. فهذا النبي العظيم قد حمل في روحه شعلة حقيقة الله والإنسان، وصدى شهادته قد تردد على مسامعنا اليوم في كلمات البابا فرنسيس قبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي. فالبابا قد عبّر عن قربه من مسيحيي الشرق الأوسط وقد قال للعالم بأسره: "أخوتنا مضطهدون، يُطردون وعليهم أن يغادروا منازلهم دون أن تتسنى لهم إمكانية أن يحملوا معهم شيئا" وأضاف: "أيها الأخوة والأخوات الأعزاء المضطهدون إني أعرف كم أنتم تتألمون، وأعرف أنكم جُردتم من كل شيء. أنا معكم في الإيمان بمن انتصر على الشر" ودعا جميع الحاضرين في ساحة القديس بطرس والمؤمنين في العالم أجمع وحثهم على المواظبة على الصلاة إزاء أوضاع الصراعات والتوترات الراهنة في أنحاء عدة من العالم لاسيما في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

تابع عميد مجمع الكنائس الشرقية يقول نتحد اليوم مع الأب الأقدس في ندائه من أجل نهاية العنف ونعبر عن قربنا من بطريرك وأساقفة ومؤمني الكنيسة السريانية الكاثوليكية لاسيما في الموصل وحلب حيث تُحرق وتُدمّر الكنائس وبيوت المسيحيين، كما ونعبر عن قربنا من بطريرك وأساقفة ومؤمني الكنيسة الكلدانية في الأرض المقدسة وفلسطين غير القادرين على العيش بسلام وكرامة ونقول لهم أن دموعهم هي دموعنا وبأننا نشاركهم الرجاء عينه واسمه المسيح، ويسوع المسيح هو أمين أبدًا!

وختم الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية عظته بالقول: من هذه الأرض، من الولايات المتحدة الأميركية أرض الحرية والعدالة وحقوق الإنسان نوجه نداءً من أجل المصالحة والتفاهم المتبادل والاحترام لجميع الديانات وحقوق الإنسان في العالم بأسره وخصوصًا حيث يعيش المسيحيين منذ ألفي سنة منذ نشأة المسيحيّة. وأضاف: نطلب من الرب يسوع أمير السلام بشفاعة أمنا العذراء سيّدة لبنان أن يأتي لمساعدتنا ويقود خطانا في سبل السلام ونسأله أن يحافظ على شعلة الرجاء حية في قلوبنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.