2014-07-06 08:47:52

البابا فرنسيس يلتقي بسكان إيزيرنيا


التقى قداسة البابا فرنسيس مساء أمس السبت في ختام زيارته الراعوية إلى إقليم موليزيه بسكان مدينة إيزيرنيا في ساحة كاتدرائية المدينة وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة شكر فيها الجميع على استقبالهم الحار وقال: هناك فكرة قويّة تستوقفني عندما أفكر بالإرث الذي تركه لنا القديس البابا شيليستينوس الخامس. فهو على مثال القديس فرنسيس الأسيزي قد أدرك بقوة معنى رحمة الله، وبأنها تجدد العالم.

تابع الأب الأقدس يقول: بياترو ديل مورّونيه وفرنسيس الأسيزي قد عرفا جيّدًا مجتمع عصرهما وفقره. لقد كانا قريبين من الشعب، وقد تمتّعا بشفقة يسوع عينها تجاه العديد من الأشخاص المتعبين والمثقلين بالأحمال، لكنهما لم يكتفيا بإعطاء النصائح الصالحة وتقديم العزاء، بل اختارا كليهما حياة بعكس التيار، اختارا بأن يثقا بعناية الآب ليس كمجرّد إماتة شخصية وإنما كشهادة نبوية لأبوة وأخوّة هما رسالة إنجيل يسوع المسيح. ويسترعي انتباهي على الدوام أنهما بتلك الشفقة الكبيرة تجاه الناس، شعر هذان القديسان بالحاجة لأن يعطوا الشعب شيئًا أكبر: رحمة الآب، الغفران.

أضاف الحبر الأعظم يقول: "إغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن خطأ إلينا" في كلمات صلاة الأبانا هذه نجد مشروع حياة مبنيٍّ على الرحمة. فالرحمة والتسامح وغفران الخطايا ليسوا مجرّد أفعال تقوى ومسكنات روحيّة. لا! إنها نبوءة عالم جديد، تكون فيه خيور الأرض والعمل موزعة بإنصاف بحيث لا يُحرم أحد من الضروري والأساسي لأن التضامن والمقاسمة هما تابعتان ملموستان للأخوة. هذا هو معنى الإنتماء الجديد الذي نشعر به الآن في هذه الساحة أمام الكاتدرائية حيث تحدثنا ذكرى القديس بياترو ديل مورّونيه. هذا هو المعنى الحالي ليوبيل القديس البابا شيليستينو، الذي أفتتحه الآن والذي ستُشرّع خلاله أبواب الرحمة الإلهية. هذا ليس هربًا أو تجنّبًا للواقع ومشاكله وإنما هو الجواب الذي يأتي من الإنجيل: المحبة كقوة تطهير للضمير، قوة تجديد للعلاقات الاجتماعية، قوة تخطيط لاقتصاد مختلف يتمحور حول الشخص البشري والعمل والعائلة بدلاً من المال والربح.

وختم البابا فرنسيس كلمته لسكان إيزيرنيا بالقول: ندرك جميعنا أن هذه الدرب ليست درب العالم، نحن لسنا بحالمين ولا نريد أن نخلق واحة خارج العالم. لكننا نؤمن أن هذه هي الدرب التي تصلح للجميع، إنها الدرب التي تقربنا حقًا إلى العدالة والسلام. لكننا نعرف أيضًا أننا خطأة وبأننا أول من قد يتعرض لتجربة عدم إتباع هذه الدرب والتأقلم مع ذهنية العالم، ذهنية التسلّط وذهنية الغنى. لذلك لنكل أنفسنا لرحمة الله ولنلتزم بنعمته بالقيام بارتداد وأعمال رحمة. ولترافقنا على الدوام وتعضدنا في هذه المسيرة العذراء مريم أم الرحمة!








All the contents on this site are copyrighted ©.