2014-07-05 14:46:43

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذلكَ الزمان تكلَّمَ يسوعُ فقال: "أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار. نَعَم يا أَبَتِ، هذا ما حَسُنَ لَدَيكَ. قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن، ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه". تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف" (متى 11، 25- 30).

 

للتـأمل

"أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار". فالصغار والآخرين هم المحببون على قلب الله. يسوع هو أوّل الصغار فقد أتانا كطفل فقير وولد في مذود، دون أي سلطان وأتم ثورته بموت الصليب، لكن الإنسان لا يُقاس بسلطته أو ذكائه إنما بقيمة قلبه كما يقول غاندي.

"تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم". يسوع لا يأتينا بشروط ولائحة ممنوعات، وإنما حاملاً كأس خلاص وسلام. لا يملي علينا وصايا وشرائع جديدة بل وعدًا بأن ملكوت الله قد بدأ وهو سلام وفرح بالروح. وإن سمحنا له بأن يملأنا بسلامه ويريحنا سنصبح عندها بدورنا راحة وسلامًا لآلاف الأشخاص الذين يحيطون بنا. "تَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب" أي تعلموا من قلبي، ولكن فقط إن سمحنا ليسوع بأن يمتلك قلوبنا سنصبح عندها تلاميذًا حقيقيين له، فنتعلّم منه المحبة والسلام وننال ملء الحياة. فقلب المعلّم هو المدرسة التي ستدخلنا إلى قلب الله، جوهر الحب!

لنتعلّم من قلب يسوع كيف نحب بوداعة بدون تكبّر وبتواضع بدون عنف. فمحبته هي راحة وسلام لكياننا وتنعش وجودنا، لأن الله هو جوهر الحياة. "اِحمِلوا نيري... لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف" النير في الكتاب المقدس هو الشريعة، وشريعة يسوع هي المحبة، هو لا يأتي بالسوط ليَجلدَ، بل بالدواء ليَشفي. وبالتالي فهو يقول لنا احملوا محبتي تتلمذوا لي! كونوا شهودًا لمحبتي ورحمتي في هذا العالم! فمن يتبع المسيح، ينال السلام الحقيقي، ذاك السلام الذي هو فقط بإمكانه أن يمنحنا إياه، وليس العالم. سلام المسيح، وهو سلام يناله من "يحمل على ذاته"، "نيره"، أي وصيته: أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا (راجع يوحنا 13، 34؛ 15، 12). وهذا النير لا يمكننا أن نحمله بغطرسة، باعتداد بالنفس، بكبرياء، وإنما يمكننا حمله فقط بوداعة وبتواضع القلب: فـ "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبي مثل قلبك"!








All the contents on this site are copyrighted ©.