2014-07-03 15:25:40

البطريرك يونان يتفقد أبناءه السريان العراقيين النازحين من بلدة بغديدة قره قوش


نشر الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك الإنطاكية أنه على أثر تعرّض بلدة بغديده قره قوش السريانية (من سهل نينوى، شمال العراق) إلى قصف عشوائي من قبل مسلّحين جرّاء الأحوال المتردّية في مدينة الموصل وجوارها، اضطرّ عدد كبير من أهالي هذه البلدة الآمنة إلى نزوح مفاجئ وجماعي لم يسبق له مثيل، متوخّين الأمن في مدن إقليم كردستان، سيّما مدينة عنكاوا، وألقوش ودهوك. وفور ورود هذا النبأ الأليم، غادر بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، مقرّ كرسيه البطريركي في بيروت، وتوجّه على عجل يوم السبت الثامن ومن العشرين من حزيران يونيو الفائت إلى العراق لتفقُّد أحوال أبنائه وبناته أهالي هذه البلدة المنكوبة.

وزار البطريرك يونان عددا من المراكز المخصصة لإيواء النازحين في عينكاوا ـ أربيل، فواساهم وشجّعهم على تحمُّل مضاعفات هذه المحنة بصبر وإيمان ورجاء، وحثّهم على العودة إلى بلدتهم وبالأخص الشباب بينهم، رغم التحدّيات فيكونوا على قدر المسؤولية في الدفاع عن أرضهم والتمسُّك بها". وفي كلّ زيارة، كان غبطته يشيد بالجهود الجبّارة التي قُدِّمت للآلاف من العائلات النازحة من قبل المطران بشّار وردة رئيس أساقفة أربيل للكلدان، وجمعية الرحمة، وسائر الأخويات والمنظّمات المدنية والمؤسّسات والأهالي أفراداً وجماعات.

ويوم الأحد الماضي، أقام غبطته قداسا للنازحين في كاتدرائية مار يوسف للكلدان بعينكاوا، وجدّد خلال الموعظة دعوته لهم "بتحمّل هذه المحنة الأليمة بالصبر والإيمان"، مشجّعاً على التغلّب عليها بشجاعة وروح وطنية متأصّلة في تاريخ أجدادهم وجدّاتهم الممزوج بالشهادة"، وحاثّاً القادرين على العودة إلى بلدتهم ومنازلهم وأعمالهم".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك، تفقّد البطريرك يونان بلدة برطلة السريانية ثمّ انتقل إلى بلدة بغديده ـ قره قوش وترأس القداس الإلهي في كنيسة الطاهرة الكبرى التي احتشد فيها ألوف المؤمنين في مشهد أشبه بالأعياد الكبرى، وامتدح في عظته أصالة وعراقة أبناء هذه البلدة الذين يتحلّون بالإيمان والرجاء والمحبّة وقد استقبلوا في السنوات الأخيرة النازحين من بغداد والموصل وسواها من المدن"، وأكّد البطريرك يونان "بأننا شعبٌ لا يطالب بامتيازات بل بالمساواة في المواطنة مع سائر مكوّنات بلاد الرافدين، وأنّنا دعاة سلام وتآخ لا عنف ولا تصادم". وشكر غبطته رئيس إقليم كردستان وحكومته وجيشه على "كلّ المساعدة التي قدّموها للنازحين وللبلدة، لتخطّي الظروف الراهنة، وكلّ ما سيقومون به لتأمين الخدمات للمواطنين كي يعيشوا بكرامة في بلدتهم". كما وعبّر عن شكره وتقديره لراعي الأبرشية المطران مار يوحنّا بطرس موشي وكهنته الذين صمدوا في بلدتهم رغم الأخطار التي أحدقت بهم، مقدّمين أنصع الأمثلة عن الراعي الصالح.

وقبل عودته إلى لبنان يوم الاثنين الفائت، تفقّد البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بعض العائلات التي كانت نزحت إلى بلدتي دهوك وألقوش، وحثّهم على العودة سريعاً، ثمّ زار وزير الداخلية في حكومة كردستان لشكره، كما التقى غبطته أيضا ببطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، وتداولا في أوضاع المسيحيين وحضورهم في العراق، بحضور مطارنة من الكنيستين السريانية والكلدانية.








All the contents on this site are copyrighted ©.