2014-06-21 12:48:22

زيارة البابا فرنسيس الرعوية إلى إقليم كالابريا: خطاب البابا إلى نزلاء سجن "روزيتا سيسكا" في كاستروفيلاري


في إطار زيارته الرعوية إلى إقليم كالابريا الإيطالي توجه البابا فرنسيس صباح اليوم السبت إلى سجن "روزيتا سيسكا" في كاستروفيلاري ووجه للنزلاء كلمة أكد فيها أنه شاء أن يبدأ زيارته الرعوية هذه من ذلك المكان بالتحديد. وقال: بهذه الطريقة أود الإعراب عن قرب البابا والكنيسة من كل رجل وامرأة داخل السجن وفي أنحاء العالم كافة، مذكرا بكلمات يسوع القائل "كنت سجينا فزرتموني" (متى 25، 36).

بعدها سلط البابا الضوء على مسألة احترام حقوق الإنسان الأساسية التي غالبا ما تتصدر النقاشات المتعلقة بالسجناء والموقوفين، مشيرا إلى أن هذه الناحية من إدارة السجون تستحق اهتماما كبيرا. لكن هذه الأمور كلها لا تكتمل إن لم يرافقها التزام ملموس من قبل المؤسسات يرمي إلى مساعدة الموقوفين على إعادة الاندماج في المجتمع (وهذا ما تحدث عنه البابا بندكتس السادس عشر في الخطاب الذي وجهه إلى المشاركين في المؤتمر السابع عشر لمدراء السجون في الدول التابعة للمجلس الأوروبي في الثاني والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر 2012). وأكد البابا فرنسيس أنه عندما يتم غض الطرف عن هذا الهدف يتحول تنفيذ العقوبة إلى مجرد أداة للعقاب والانتقام الاجتماعي، وهذا ما يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء. وأكد أن الله عندما يغفر لنا يقود مسيرتنا ويساعدنا في الطريق، لافتا إلى أن الرب لا يدين أبدا بل يسامح ويغفر على الدوام. وهكذا تتجلى محبة الله، ولا بد أن نتمثّل به.

من ناحية أخرى، مضى البابا إلى القول، إن الاندماج الحقيقي والكامل للشخص لا يتم في ختام مسيرة بشرية بحتة، لأن اللقاء مع الله يجب أن يشكل جزءا من هذا المسار، فضلا عن القدرة على الاستسلام لنظرة الله الذي يحبنا. من الأصعب أن نترك الله ينظر إلينا ويبحث عنا لأنه يوجد في داخلنا نوع من المقاومة، لكن الرب ينظر إلينا وينتظرنا ويبحث عنا على الدوام، إنه قادر على تفهّمنا ومسامحتنا. وقال البابا إن الرب هو معلّم في إعادة الاندماج: إنه يمسك بيدنا ويقودنا إلى داخل الجماعة. إن الرب يغفر لنا دائما ويرافقنا ويتفهمنا دائما، وعلينا أن نستسلم له.

في ختام كلمته تمنى البابا فرنسيس لنزلاء سجن "روزيتا سيسكا" ألا يضيعوا هذا الزمن الذي يعيشونه، آملا أن تكون مرحلة ثمينة يطلبون خلالها وينالون هذه النعمة من الله. وقال: بهذه الطريقة تساهمون في تحسين أنفسكم بالدرجة الأولى ثم الجماعة كلها، لأن أعمالنا – سيئة كانت أم صالحة – تؤثّر على الآخرين وعلى العائلة البشرية برمتها. وبعد أن تذكر البابا عائلات الموقوفين، وجه كلمة تشجيع إلى كل العاملين في هذا السجن: من مدراء، وعناصر شرطة السجون وموظفين. ومنح الجميع بركاته الرسولية سائلا لهم حماية العذراء مريم وطالبا منهم أن يصلوا من أجله قائلا: أنا أيضا ارتكب الأخطاء واحتاج إلى القيام بأعمال التوبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.