2014-06-20 14:15:48

البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية


صدر أمس الخميس البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقد سبقت الأعمال رياضة روحية في الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان من الحادي عشر وحتى الرابع عشر من الجاري. ومما جاء في نص البيان أن البطريرك الراعي قد أطلع الآباء على مجريات الزيارة التي قام بها الشهر المنصرم إلى الأردن والأراضي المقدسة لاستقبال البابا فرنسيس الذي جاء الشرق الأوسط رسولاً للسلام العادل والشامل.  ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أولى الآباء اهتماماً خاصًّا بالتنشئة الكهنوتية في المدارس الإكليريكية التي يخصصونها لهذه الغاية، كما واطّلعوا على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية خلال العام المنصرم، فاثنوا على استمرار الجهود الحثيثة التي يقوم بها العاملون في إصلاح كتاب الفرض الذي سيوضع قريبًا في أيدي الرعاة والمؤمنين، واستعرضوا أيضا الأوضاع الراهنة لأبرشيات الانتشار والنطاق البطريركي المحيطة بلبنان.

كما وتوقف الآباء عند الوضع المتأزم الذي يمرّ به لبنان من جراء تعرُّض موقع رئاسة الجمهورية فيه لمحنة الفراغ الرهيب وجاء في نص البيان أن الموقف الذي يسجّله نوّاب الأمّة في لبنان عبر إحجامهم عن الدخول إلى المجلس النيابي وإجراء الاقتراع الذي يأمرهم به ضميرهم الوطني والوكالة التي وضعها الشعب في أعناقهم لهو موقف غير مقبول يعرّض الوطن لشتى الأخطار، وبخاصة وسط تقلبات إقليمية متصاعدة تهدد بتغيير خارطة الشرق الأوسط وتعرّض دوله لانهيارات قد لا يسلم لبنان من تداعياتها. وفيما يتعلق بالوضع الاجتماعي، دعا الآباء جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الفقراء من أبناء وطنهم، ذلك أن عدد الذين باتوا تحت خطّ الفقر في لبنان يتزايد بسرعة مخيفة، نظراً لتعثّر الاقتصاد الوطني وتراجع الاستثمارات بفعل ظروف لا تؤمّن له النمو المرغوب.

هذا وأعرب الآباء عن حزن عميق وعن قلق كبير للحروب المتلاحقة التي ما زالت تدور رحاها في كلّ من سوريا والعراق. وهم يتضامنون مع جميع الذين أصابتهم، من جرّائها، خسائر لا تُعوّض في الأرواح وفي الممتلكات، كما واستنكروا أشدّ الاستنكار ما يتعرّض له الأبرياء، من مسيحيّين وغير مسيحيين من جراء النزاعات في هذين البلدَين وسواهما، من قتل وتشريد. وطالبوا بإعادة أخويهم المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة المحتجزين مثلهم إلى أبرشياتهم وإلى كنائسهم سالمين.

وجاء في البيان الختامي لمجمع أساقفة الكنيسة المارونية أنّ الآباء يناشدون أهل الشرق جميعًا أن يكسروا حلقة العنف التي تهدد مصيرهم الملتفّة على أعناقهم، ويعملوا على حلّ النزاعات بالطرق السلميّة، وصولاً إلى المصالحة الشاملة، واعتراف الجميع بحقوق الجميع، وبناء مجتمعاتهم من جديد على أساس من المواطنة المتساوية في ما بينهم ومن احترام الآخر في دينه ومعتقداته، فيصير الدين لله والأوطان للجميع.








All the contents on this site are copyrighted ©.