2014-06-20 14:35:34

البابا فرنسيس: وحده القلب الحر باستطاعته أن يكنز كنوزًا في السماء!


"يسوع يطلب منا أن نحافظ على قلبنا حرًا من المال والكبرياء والسلطة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أن الغنى الحقيقي هو ذلك الذي يجعل القلب "منيرًا" كعبادة الله ومحبة القريب، ونبّه المؤمنين من خطر الكنوز الدنيوية التي تُثقِّل وتكبل قلوبنا.

"لا تَكنِزوا لأَنفُسِكُم كُنوزًا في الأَرض" استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من وصيّة يسوع التي يقدمها لنا الإنجيل اليوم وقال: إنها وصية حكيمة لأن كنوز الأرض ليست أكيدة: فهي تُدمَّر أو يسرقها اللصوص. ما هي الكنوز التي يتحدث عنها يسوع إذًا؟ ينبّهنا الرب من ثلاثة كنوز: الكنز الأول هو الذهب والمال: لست أكيدًا منه إذ قد يُسرق منك. لست أكيدًا منه أيضًا حتى في الاستثمار، فإذا انهارت البورصة تبقى بلا شيء! ولكن قل لي إذا زاد غناك هل تزيد سعادتك؟ المال هو كنز خطير... إنه جيّد ويفيد للقيام بأشياء كثيرة وصالحة ولتعيل عائلتك وتقودها قدمًا وهذا صحيح! ولكن عندما تُكدّسه ككنز فهو يخطف نفسك! ويسوع في الإنجيل يعود دائمًا للتحدث عن هذا الموضوع، عن المال وخطره وعن خطر بناء رجائنا عليه.

أما الكنز الثاني، تابع البابا فرنسيس يقول، فهو الغرور، إنه كنز الحصول على امتيازات . ويسوع قد حذّر الشعب دائمًا من أخطاره وأدانه. لنتأمل في أقواله للكتبة والفريسيين ومعلمي الشريعة حول الصوم والصدقة والصلاة في الساحات ليراهم الناس. الغرور لا يفيد وهو زائل أيضًا. أما الكنز الثالث قال البابا فهو الكبرياء والسلطة، وأشار إلى القراءة الأولى التي تقدمها الليتورجية اليوم من سفر الملوك الثاني والتي نقرأ فيها عن سقوط الملكة عتليا، التي دام حكمها سبع سنوات، ولكنها قُتلت في النهاية، فالسلطة تنتهي أيضًا، وقال: كثيرون هم المتكبرون ورجال ونساء السلطة الذين انتهوا في العدم والبؤس والسجن، من هنا تأتي دعوة يسوع لنا لكي لا نكنز لنا كنوز المال والغرور والكبرياء، لأنها كنوز لا تُفيد، لكنه يدعونا لنكنز لنا كنوزًا في السماء.

أضاف الحبر الأعظم يقول: هنا تكمن رسالة يسوع لنا. إن كان كنزك المال والغرور والكبرياء سيكون عندها قلبك مكبّلاً وعبدًا لهذه الكنوز. لكن يسوع يريد منا قلبًا حرًا. هذه هي الدعوة لنا اليوم! أسألكم أن تكون قلوبكم حرة، هذا ما يطلبه منا يسوع. يحدّثنا عن حريّة القلب. لأن القلب الحر وحده باستطاعته أن يكنز كنوزًا في السماء: كالمحبة والصبر وخدمة الآخرين وعبادة الله. هذه هي الكنوز الحقيقية التي لا يمكن لأحد أن يسرقها منا. الكنوز الأخرى تُثقِّل القلب وتُكبِّله وتحرمه حريّته! والقلب المُستعبد ليس قلبًا منيرًا بل مظلمًا. وإن كنزنا لنا كنوزًا على الأرض فنحن نكنز ظلمات لا تفيد! هذه الكنوز لا تعطينا الفرح وتحرمنا حريتنا. أما القلب الحرّ فهو قلب منير يضيء على الآخرين ويدلهم على الدرب التي تقود نحو الله.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: القلب المنير هو قلب غير مكبَّل، قلب يسير قدمًا وهو كالخمر الطيب والذي يطيب أكثر مع الوقت وتعتَّق، أما القلب المظلم فهو كالخمر الفاسد والذي يصبح خلاً مع الوقت. لنطلب من الرب نعمة الحكمة الروحية ليفهم كل منا أين هو قلبه وأين هو كنزه، ولكي يمنحنا القوة أيضًا لنحرر قلوبنا إن كانت مكبّلة لتصبح منيرة، فنعيش فرح أبناء الله فرح الحرية الحقيقية!








All the contents on this site are copyrighted ©.