2014-06-20 13:39:33

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر دولي حول الحرية الدينية


استقبل البابا فرنسيس في تمام الساعة الثانية عشرة والربع من بعد ظهر اليوم الجمعة في قاعة الكونسيستوار بالفاتيكان المشاركين في أعمال مؤتمر دولي تنظمه جامعة "لومسا" حول موضوع "الحرية الدينية وفقا للقانون الدولي والصراع العالمي للقيم". وجه البابا لضيوفه المائتين كلمة استهلها شاكرا البروفيسور جوزيبيه دالا توريه على الكلمات التي وجهها للبابا نيابة عن الحاضرين. وأكد أن النقاش حول الحرية الدينية اشتد حدة في الفترة الأخيرة، وهو يعني الحكومات والطوائف الدينية على حد سواء. وأكد أن الكنيسة الكاثوليكية تتمتع بتاريخ عريق في هذا المضمار بلغ ذروته في الإعلان المجمعي "الكرامة البشرية".

ولفت البابا إلى أن كل إنسان هو "باحث" عن الحقيقة بشأن مصدر وجوده ومصيره وتُطرح في قلبه وعقله تساؤلات وأفكار كثيرة لا يُمكن خنقها. إنها تساؤلات دينية وهي بالتالي تتطلب فسحة من الحرية الدينية لتُترجم بالكامل. وترمي هذه التساؤلات إلى تسليط الضوء على المعنى الأصيل للوجود والرابط القائم بين هذا الوجود والكون والتاريخ. واستشهد البابا بصحاب المزامير القائل "عِندَما أرى سَمَواتِكَ صُنعَ أَصابِعِكَ والقَمَرَ والكَواكِبَ الَّتي ثبتَّها ما الإِنْسانُ حَتَّى تَذكُرَه واْبنُ آدَمَ حَتَّى تَفتَقِدَه؟" (مزمور 8، 5).

تابع البابا يقول إن العقل يرى في الحرية الدينية حقا أساسيا للإنسان، يعكس كرامته السامية، ألا وهي إمكانية البحث عن الحقيقة واعتناقها. إن الحرية الدينية لا تقتصر فقط على الفكر أو ممارسة الشعائر الدينية ضمن النطاق الخاص. إنها في الواقع حرية العيش وفقا لمبادئ خلقية، تنتج عن الحقيقة التي يجدها الإنسان. وهذا هو التحدي الأكبر في عالمنا المعولم، حيث الفكر الضعيف يخفّض المستوى الخلقي العام، ويتم اضطهاد من يدافعون عن حقيقة الإنسان بذريعة التسامح. لذا فأن الأنظمة القضائية والوطنية والدولية مدعوة إلى الإقرار بالحرية الدينية وضمانها وحمايتها، لكونها حقا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالطبيعة البشرية وكرامة الحرية كما أنها مؤشر لديمقراطية سليمة وإحدى المصادر الرئيسة لشرعية الدولية.

هذا ثم شدد البابا فرنسيس على أن الحرية الدينية تشجع نمو علاقات من الاحترام المتبادل بين مختلف الطوائف وتعاون هذه الطوائف مع الدولة وعالم السياسة. وسلط الضوء على ضرورة أن يبصر النور تعاون عالمي شامل يصبو إلى تحقيق الخير المشترك. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى المخاطر المحدقة بالحرية الدينية في عالم اليوم حيث يطغى التمييز والقيود المفروضة على البعض لمجرد تعبيرهم العلني عن الانتماء إلى دين معيّن، وأكد أن هذا الأمر غير مقبول لأنه يسيء إلى العقل ويهدد السلام ويذل كرامة الإنسان.

في ختام كلمته عبر البابا عن ألمه الكبير إزاء تعرض المسيحيين حول العالم لأعلى نسبة من أعمال التمييز هذه. وأكد أن اضطهاد المسيحيين اليوم يفوق اضطهادهم في القرون الأولى من تاريخ الكنيسة. كما أن عدد الشهداء المسيحيين اليوم يتخطى من سقطوا في تلك الحقبة. وهذا ما يحصل في زماننا الحاضر بعد مضي أكثر من ألف وسبعمائة عام على صدور مرسوم الإمبراطور قسطنطين الذي أجاز للمسيحيين بأن يمارسوا علنا شعائرهم الدينية.








All the contents on this site are copyrighted ©.