2014-06-13 14:30:11

البابا فرنسيس: الله يُعدُّنا جيّدًا قبل أن يوكل إلينا رسالته


عندما يريد الرب أن يكل إلينا مهمة ما، يُعدُّنا أولاً لكي نقوم بها على أفضل وجه، وإنما على جوابنا أن يقوم على الصلاة والأمانة، هذا ما تمحورت حوله باختصار عظة الأب الأقدس في القداس الذي ترأسه صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الحبر الأعظم: يمكننا أن نكون اليوم محاربين شجعانًا في خدمة الله ضد عبوديّة الأصنام، وفي اليوم التالي مهزومين تسحقنا الرغبة بالموت لأننا واجهنا خلال رسالتنا شيئًا أخافنا، لكن الله يعيد التوازن دائمًا بين هذين البعدين من القوة والضعف البشري شرط أن نبقى أمناء له. هذا ما تعلمنا إياه القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الملوك الأول والتي نجد فيها قصة النبي إيليا والتي يمكن أن تشكل لنا بمجملها مثالاً عن خبرة كل إنسان مؤمن. تقدم لنا القراءة إيليا على جبل حوريب الذي خرج من المغارة بعد أن سمع دعوة الله له بالخروج ليقف أمامه، فإِذا الرَّبُّ عابِرٌ، هبت ريح عظيمة وشديدة وبعد الريح زلزلة وبعد الزلزلة نار، لكن الرب لم يكن في أي منها. وبَعدَ النَّارِ سُمع صَوت نَسيمٍ لَطيف فلَمَّا سَمِعَ إِيليَّا، سَترَ وَجهَه بِرِدائِه وخَرَجَ ووَقَفَ بِمَدخَلِ المَغارة لأنه عرف أن الرب عابر عندها: فالرب لم يكن في الريح ولا في الزلزال ولا في النار وإنما في صوت النسيم اللطيف في السلام، قد يبدو تناقضًا لكن الرب يأتي في صوت النسيم اللطيف، وإيليا عرف كيف يميّز حضور الرب ويعرفه، فالرب قد أعدّه أولاً بموهبة التمييز ومن ثم أوكل إليه رسالته.

تابع البابا فرنسيس يقول: أوكل الله لإيليا مهمة أن يمسح "ياهُوَ بنَ نِمْشِيَ مَلِكًا على إسْرائيل" و"أَليشاعَ بنَ شافاطَ نَبِيًّا مَكانه"، وأشار إلى معنى الأبوّة التي من خلالها أوكل الله هذه المهمة لرجل ينبض بالقوة والحماس، ولكنه يبدو الآن مهزومًا فقط. فالرب يُعدُّ النفس و يُعدُّ القلب وذلك من خلال التجارب وبواسطة الطاعة والمثابرة. عندما يريد الرب أن يكل إلينا مهمة ما أو عملاً ما، يُعدُّنا أولاً لنقوم به على أكمل وجه، كما حضّر إيليا. ولكن الأهم في هذا الأمر كلّه ليس لقاءه بالرب وإنما المسيرة التي قام بها لينال أخيرًا الرسالة التي أوكلها الرب إليه. وهنا يكمن الفرق بين الرسالة التي يوكلها الرب إلينا والواجب الذي علينا إتمامه... إذ عندما يوكل الرب إلينا مهمّة ما، يُدخلنا أولاً في مسيرة تطهير وتمييز، في مسيرة طاعة وصلاة.

والأمانة لهذه المسيرة، تابع البابا يقول، تكمن في السماح لله بأن يقودنا. وفي هذه الحالة فقد تمكن إيليا بمساعدة الرب من التغلب على الخوف الذي سببته له الملكة إيزابل بعد أن هددته بالقتل. لقد كانت هذه الملكة قوية وشريرة جدًّا واشتهرت بقتل أعدائها ولذلك خاف إيليا وهرب. لكن الرب أقوى، وقد جعل إيليا - الذي كان يعتبر نفسه كبيرًا وقويًّا - يشعر بالحاجة لمساعدة الرب والتحضير للرسالة. ولذلك نراه يسير ويطيع، يتألم ويميّز، يصلّي ويلتقي بالرب! لنطلب إذًا من الرب نعمة أن نسمح له بتحضيرنا يوميًّا خلال مسيرة حياتنا لكي نتمكن من أن نشهد لخلاص يسوع!








All the contents on this site are copyrighted ©.