2014-06-12 13:18:30

مقاتلو داعش يواصلون تقدمهم باتجاه بغداد بعد أن سيطروا على أجزاء كبيرة في شمال غرب العراق


واصل الجهاديون صباح اليوم الخميس تقدمهم باتجاه العاصمة العراقية بغداد بعد أن تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال غرب العراق، الأمر الذي حمل الإدارة الأمريكية على التلميح إلى احتمال توجيه ضربات جوية لهذه المجموعات المسلحة، أمام عجز الجيش العراقي عن التصدي لها. وتحسبا من تعرض مدينة كركوك لهجوم من قبل الجهاديين أقدمت القوات المسلحة الكردية على إحكام سيطرتها على المدينة الغنية بالنفط والتي تضم مكونات عرقية مختلفة وتقع على مسافة مائتين وأربعين كيلومترا شمال العاصمة بغداد.

وقد دعت حكومة الرئيس الشيعي نوري المالكي البرلمان العراقي لعقد جلسة هذا الخميس ترمي إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد بعد أن تمكن جهاديون ينتمون إلى ما يُعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من السيطرة على ثاني أكبر مدينة في البلاد، وهي الموصل، بالإضافة إلى محافظة نينوى وأجزاء من محافظتي كركوك وصلاح الدين المجاورتين. وقد بُث يوم أمس الأربعاء تسجيل صوتي على شبكة الإنترنت، نُسب لأحد قادة داعش، أبو محمد العدناني، الذي حث أنصاره على السير باتجاه بغداد، ومدينتي كربلاء والنجف وسط البلاد، متهما رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه لا يتمتع بالكفاءة اللازمة للقيام بمهامه. وقال العدناني إن المعارك ستشتد حدتها في بغداد وكربلاء.

وأفادت الأنباء الواردة من العراق بأن الثوار وصلوا صباح اليوم على مسافة مائة كيلومتر من العاصمة العراقية كما حاول هؤلاء السيطرة على مدينة سمراء لكن جهودهم باءت بالفشل. في غضون ذلك دعا الرئيس المالكي جميع القبائل والعشائر إلى تشكيل مجموعات قتالية من المتطوعين تقاتل إلى جانب القوات النظامية العراقية، في وجه مقاتلي داعش الذين تعتبرهم الولايات المتحدة الأمريكية من "أخطر المجموعات في العالم".

هذا فيما يواصل مقاتلو داعش احتجازهم لخمسين مواطنا تركيا في الموصل، أخذوا رهائن من القنصلية التركية، بالإضافة إلى واحد وثلاثين سائقا تركيا في المحافظة المذكورة. وقد حمل الهجومُ على الموصل حوالي نصف مليون مواطن من مغادرة منازلهم والهروب من المدينة. وفي كركوك أكد صباح اليوم أحد قادة البشمركة (القوات الكردية) أن هذه الأخيرة فرضت سيطرتها التامة على المدينة وستمنع أي عنصر من داعش من الدخول إليها.

في واشنطن أكدت الإدارة الأمريكية أن هذا التطور الميداني الخطير في العراق جاء كمفاجأة بالنسبة لها، وأكدت أنها تعبّر منذ أشهر عن مخاوفها من التهديد الإرهابي الذي تشكله داعش في المنطقة، لافتة إلى أن واشنطن مستعدة لتقديم يد المساعدة إلى حكومة بغداد، بيد أن واشنطن ولندن استبعدتا أي إمكانية لإرسال وحدات عسكرية على الأرض.

أما طهران، الحليف الرئيس لحكومة نوري المالكي، فتوعدت – على لسان الرئيس حسن روحاني – بمكافحة الإرهاب في العراق دون الإشارة إلى الخطوات التي يُمكن أن تُتخذ لمساعدة هذا البلد العربي الجار. يُشار إلى أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام السنية تحظى بدعم العديد من العشائر المناوئة للحكومة العراقية كما أنها تتمتع بتأييد الأقلية السنية في العراق والتي تتمهم السلطة المركزية الشيعية بتهميشها.








All the contents on this site are copyrighted ©.