2014-06-12 13:18:23

مداخلة المطران تومازي أمام المشاركين في أعمال الدورة 26 لمجلس حقوق الإنسان للنظر في التقرير المتعلق بحقوق الإنسان والشركات "عبر الوطنية"


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان للتباحث في التقرير المتعلق بحقوق الإنسان والشركات "عبر الوطنية". قال سيادته إن بعثة الكرسي الرسولي ترحب بهذه الوثيقة التي وضعها فريق العمل الساعي إلى تفعيل عملية تطبيق الخطوط التوجيهية في هذا المجال وقد خلق فسحات للحوار تصبو إلى هذه النتيجة. ولفت المطران تومازي إلى ضرورة العمل على تخطي العراقيل المطروحة أمامنا في عالم اليوم على صعيدي التطبيق التنظيمي والتطبيق القانوني لهذه المبادئ.

وتطرق سيادته إلى القلق المتزايد لدى الجماعة الدولية حيال الإمكانية المتاحة اليوم أمام الشركات عبر الوطنية التي باتت قادرة على الإفلات من القوانين المرعية الإجراء في بعض الدول من خلال خلق فضاءات خاصة لها "ما بين التشريعات الوطنية"، وذكّر بما كتبه البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" عندما أكد أن مبدأ الربح المادي يجب ألا يُحرّك وحده نشاط وعمل الشركات والمؤسسات. كما أن الشركات عبر الوطنية هي جزء لا يتجزّأ من العائلة البشرية، وبالتالي لا بد أن تخضع نشاطاتها لمعايير حقوق الإنسان. وأشار المطران تومازي أيضا إلى مشكلة أخرى تثير قلق الجماعة الدولية ألا وهي صعوبة مراقبة عمل ونشاط الشركات "عبر الوطنية"، وبالتالي لا يمكن التأكد مما إذا كانت تتقيّد فعلا بالأنظمة والقوانين النافذة أم لا.

واعتبر مراقب الكرسي الرسولي أن معالجة كل هذه المشاكل القائمة تتطلب مقاربة متعددة الأوجه، مع تسليط الضوء على المسؤوليات الملقاة على عاتق هذه الشركات، لاسيما المسؤولية الخلقية. وختم قائلا إن مسؤولية احترام الحقوق الإنسانية تنبع من الإقرار بأن الشركات لديها وظيفة اجتماعية لا تقتصر فقط على إنتاج وتوزيع السلع والخدمات. إن هذه الشركات، وبصفتها لاعبا أساسيا في عالمنا المعولم، مسؤولة عن التقيّد بحقوق الإنسان وتعزيزها ضمن الإطار الذي تعمل فيه.








All the contents on this site are copyrighted ©.