2014-06-04 13:58:58

الانتخابات الرئاسية السورية: الصحف المحلية تتحدث عن فوز كاسح للرئيس بشار الأسد


يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد قد ضمن فوزه في الانتخابات الرئاسية السورية ليتبوأ منصب الرئاسة لولاية ثالثة من سبع سنوات، إذ تشير المعلومات الأولية، غداة العملية الانتخابية يوم أمس إلى أن الرئيس السوري حقق فوزا كاسحا في الانتخابات التي اقتصرت على المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. هذا وعادت المعارضة السورية والقوى الغربية التي تدعمها لتندد بالعملية الانتخابية التي وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية بالعار، فيما اعتبرت فرنسا أنها مهزلة، وأكد حلف شمال الأطلسي أن نتائجها الحقيقية لن تُعرف أبدا.

وفي وقت أشارت فيه مصادر رسمية في دمشق إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات مساء غد الخميس، تحدثت الصحف الرسمية عن الإقبال الكثيف للناخبين على صناديق الاقتراع، ولفتت إلى انتصار هام حققه الرئيس الأسد البالغ من العمر ثمانية وأربعين عاما والذي انتُخب على رأس الجمهورية العربية السورية بعد وفاة والده حافظ الأسد في العام 2000. صحيفة الوطن المقربة من حزب البعث الحاكم في دمشق ذكرت أن نسبة المشاركة في الانتخابات تراوحت بين سبعين وثمانين بالمائة في سبع محافظات من أصل المحافظات السورية الأربع عشرة. وكتبت الجريدة السورية أن الرئيس يتجه نحو النصر، نظرا للعدد الكبير من الناخبين الذين منحوه أصواتهم، مؤكدة أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبل بلاده.

من جانبه أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه في وجه المؤامرة، اختار الشعب قادته كي يتمكنوا من استعادة الأمن ومكافحة الإرهاب وإعادة إعمار البلاد، وقال المعلم في تصريحات تناقلتها الصحف السورية صباح اليوم الأربعاء إن هذه هي شعارات المرحلة المقبلة. هذا ويرى العديد من المحللين السياسيين أنه على الرغم من الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي أسفرت عن سقوط ما يقارب مائة واثنين وستين ألف قتيل، وتهجير أكثر من تسعة ملايين شخص بالإضافة إلى تدمير البلاد، ما تزال نسبة كبيرة من المواطنين السوريين تؤيد الرئيس الأسد.

وكتبت بهذا الشأن صحيفة الوطن أن ملايين السوريين خرجوا من بيوتهم للمشاركة في الانتخابات متحدّين الإرهاب والسيارات المفخخة ليؤكدوا على شرعية الولاية الجديدة للرئيس بشار الأسد والتي ستستغرق لغاية العام 2021. من جانبها اعتبرت صحيفة "الثورة" أن الموقف الذي عبّر عنه الشعب السوري يوم أمس الثلاثاء يعكس المستوى العالي من المسؤولية تجاه التحديات التي تواجهها سورية.

على صعيد أمني وتزامنا مع العملية الانتخابية تعرضت العاصمة دمشق يوم أمس لأكثر من مائة وثلاثين قذيفة هاون سقطت على أحياء في المدينة وضواحيها ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص، حسبما أعلن – مساء أمس الثلاثاء – مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. يحصل هذا في وقت صرح فيه مصدر عسكري رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الأجهزة الأمنية السورية اتخذت إجراءات أمنية سرية ترمي إلى منع الإرهابيين من عرقلة العملية الانتخابية، وأضاف أن هؤلاء ركزوا هجماتهم على مدينتي دمشق وحلب، بيد أن المشاركة الواسعة في الانتخابات شكلت تحديا في وجه الإرهابيين ومن يدعمونهم، على حد قول المصدر السوري.

وقد جرت العملية الانتخابية على نسبة أربعين بالمائة من الأراضي السورية، والتي يقطنها حوالي ستين بالمائة من مجموع عدد سكان البلد العربي. وفي ختام النهار الانتخابي، أصدرت الرئاسة السورية بيانا مساء أمس أشادت فيه بالمشاركة الواسعة في الانتخابات فيما لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان – المقرب من المعارضة السورية – أن النظام أجبر المواطنين على التصويت تحت طائلة الاعتقال.

بالعودة إلى المواقف الدولية أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الانتخابات كانت "عارا" معتبرة أن الرئيس بشار الأسد لا يتمتع اليوم بمصداقية أكبر. أما زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد جربا فرأى من جهته أن الطغاة لا يُنتخبون إنما يحتفظون بالسلطة بواسطة القوة والترهيب، وهذان السببان دفعا المواطنين السوريين على المشاركة في هذه الانتخابات المهزلة، على حد قول جربا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.