2014-06-03 13:44:26

الكاردينال بارولين يزور وارصو في الذكرى السنوية الـ25 لقيام علاقات دبلوماسية بين بولندا والكرسي الرسولي


"إن الاحترام الكامل للحق في الحرية الدينية يصبح ضامنا للسلم الاجتماعي ومعيارا أساسيا لتقييم مدى احترام باقي الحقوق الإنسانية". هذا ما قاله أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين من العاصمة البولندية وارصو التي يزورها لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وبولندا. وتوجه المسؤول الفاتيكاني إلى المؤمنين الكاثوليك في بولندا قائلا لهم "أعرف تاريخ نضالكم في سبيل الحرية"، ووصف البابا القديس يوحنا بولس الثاني بـ"شفيع" حرية الشعب البولندي، وحث المؤمنين على التوكل عليه في وقت الصعاب تحركهم الثقة بأن الكلمة الأخيرة ليست لمن يعلن نهاية العائلة التقليدية، إنما للعناية الإلهية التي تحقق مخططاتها من خلال الأسرة.

وقال الكاردينال بارولين في تصريحات تناقلتها صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية إن محبة الحرية والتضامن الاجتماعي وسط الشعب البولندي كانت أساس التبدلات السياسية والتي أفضت لخمس وعشرين سنة خلت إلى قيام علاقات دبلوماسية بين هذا البلد الأوروبي والكرسي الرسولي. وأكد نيافته أن العلاقات المؤسساتية بين الطرفين تندرج في إطار التبدلات السياسية التي لم تحصل في بولندا وحسب إنما في كل دول أوروبا الوسطى والشرقية. ورأى أن هذه التبدلات أدت في نهاية المطاف إلى سقوط جدرا برلين وبداية مرحلة جديدة وبداية جديدة.

وفي سياق حديثه عن العلاقات الدبلوماسية بين بولندا والكرسي الرسولي قال الكاردينال بارولين إن السنوات الخمس والعشرين الماضية كانت مفعمة بالإبداع لافتا بنوع خاص إلى بزوغ فجر الحرية الدينية، والتي تُرجمت من خلال قوانين عدة وارتكزت إلى أسس العلاقات مع الكرسي الرسولي والدول الديمقراطية. وأكد نيافته أنه في عالم اليوم باتت هناك قناعة راسخة بأن الحق في الحرية الدينية أصبح عنصرا رئيسا ومشتركا بين كل المجتمعات والأنظمة المعاصرة. كما أن هذا الحق يشكل أحد أهم متطلبات الكائن البشري.

هذا ثم أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان خلال زيارته لبولندا إلى أهمية الرباط القائم بين الديمقراطية والحرية الدينية، على الرغم من استمرار المخاطر المحدقة بهذه الحرية – وللأسف – في المجتمعات المعاصرة، وهي تتخذ أشكالا عدة شأن انعدام التسامح والتمييز وحتى العنف الممارس ضد من يعتنق ديانة ما، أو يؤمن بعقيدة دينية معيّنة. إن عالمنا المعاصر – تابع نيافته يقول – ليس مثاليا، لذا من الأهمية بمكان أن نتيقظ لظواهر من هذا النوع ونعي تأثيراتها السلبية، ونعمل على إزالتها في المستقبل. وختم الكاردينال بارولين حديثه مؤكدا أن العلاقات بين الكنيسة والدولة لا ترتكز إلى امتيازات يتم الاتفاق بشأنها من قبل الطرفين، بل تشكل ترجمة للحق في الحرية الدينية في سياق واقع قانوني واجتماعي ملموس.








All the contents on this site are copyrighted ©.