2014-05-28 12:05:55

رسالة البابا إلى المشاركين في الدورة السنوية الثالثة بعد المائة للمنظمة الدولية للعمل


بعث البابا فرنسيس هذا الأربعاء برسالة إلى المشاركين في الدورة السنوية الثالثة بعد المائة للمنظمة الدولية للعمل والتي افتتحت أعمالها اليوم في جنيف وتستغرق لغاية الثاني عشر من حزيران يونيو المقبل. كتب الحبر الأعظم في رسالته إن العمل اليدوي يشكل جزءا من الخلق ويتابع عمل الله المبدع! وهذه الحقيقة تحملنا على النطر إلى العمل كهبة وواجب على حد سواء. وأكد البابا أن الكرسي الرسولي يود التعبير عن الإسهام الذي تقدمه المنظمة الدولية للعمل من أجل الدفاع عن كرامة الإنسان وتعزيزها في سياق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن خلال المناقشات والتعاون بين الحكومات والعمال والموظفين. واعتبر أن هذه الجهود تخدم الخير المشترك للعائلة البشرية بأسرها وتعزز كرامة العمّال أينما وُجدوا.

بعدها لفت البابا إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في وقت تاريخي هام يواجه فيه العالم تحديات كبيرة، في طليعتها انتشار ظاهرة البطالة التي تؤدي إلى اتساع رقعة الفقر، بالإضافة إلى ظاهرة الهجرة على نطاق بشري واسع جدا. وتطرق البابا إلى مشاعر انعدام الثقة والاقصاء التي يصطدم بها رجال ونساء كثيرون يغادرون موطنهم بحثا عن فرص للعمل وحياة كريمة في دولة أخرى. وغالبا ما يفشل هؤلاء المهاجرون في إيجاد فرص عمل كريمة ولائقة بهم ويذهبون ضحية أشكال متعددة من "عولمة اللامبالاة"، فيقعون أحيانا ضحية الاتجار بالكائنات البشرية وأنواع أخرى من العبودية. وأكد الحبر الأعظم أن الاتجار بالبشر يشكل جريمة ضد الإنسانية برمتها! وتابع يقول: لقد آن الأوان أن توحَّد الجهود لتحرير ضحايا هذه الجريمة واستئصالها من جذورها.

هذا ثم لفت البابا فرنسيس إلى أنه آن الأوان أيضا لتعزيز أشكال التعاون القائمة والبحث عن وسائل جديدة كفيلة بنشر التضامن، بغية تطبيق معايير دولية للعمل، تأخذ في الاعتبار نمو الكائن البشري وموقعه المركزي، كما لا بد من تشجيع حكومات الدول كافة على تسهيل حركة المهاجرين بطريقة تعود بالفائدة على الجميع، وهذا أمر يساهم في القضاء على ظاهرة الاتجار بالبشر. وذكّر البابا بالخطاب الذي وجهه مؤخرا إلى الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولين في المنظمة الأممية والذي شدد خلاله على ضرورة أن يتم العمل بسخاء وشجاعة من أجل بلوغ أهداف التنمية كي تؤثر السياسات المتبعة في هذا المضمار على أسباب الفقر والجوع والتوصل إلى نتائج أفضل في مجال حماية البيئة وتوفير فرص عمل لائقة للجميع، وضمان حماية العائلة التي هي عنصر رئيس في التنمية البشرية والاجتماعية المستدامة.

ختم البابا فرنسيس رسالته إلى المشاركين في الدورة السنوية الثالثة بعد المائة للمنظمة الدولية للعمل مذكرا الجميع بأن التعاليم الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية تدعم مبادرات هذه المنظمة الرامية إلى تعزيز كرامة الشخص البشري ونبل العمل البشري. وحث المؤتمرين على مواصلة الجهود الهادفة إلى مواجهة تحديات اليوم ضمن أطار الأمانة للأهداف المعلنة، متمنيا أن يساهم نشاطهم في الدفاع عن كرامة العمل من أجل الخير المشترك للعائلة البشرية بأسرها.








All the contents on this site are copyrighted ©.