2014-05-15 15:37:41

كلمة البابا فرنسيس لعدد من السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي


تسلّم قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس أوراق اعتماد سفراء سويسرا، ليبيريا، إثيوبيا، السودان، جامايكا جنوب أفريقيا والهند الجدد لدى الكرسي الرسولي. ووجه الحبر الأعظم كلمة استهلها بالقول إن كلمة السلام تلخّص جميع الخيور التي يتوق إليها كل إنسان وكل المجتمعات البشرية. كما أن الالتزام الذي من خلاله نحاول تعزيز العلاقات الدبلوماسية يهدف لينمي في العائلة البشرية السلام من خلال النمو والعدالة. وبالنظر إلى التحديات التي ينبغي مواجهتها في زمننا هذا لبناء عالم أكثر سلامًا، أود أن أتوقف عند تحديين: الاتجار بالأسلحة والهجرات القسريّة.

تابع البابا فرنسيس يقول: يتحدث الجميع عن السلام ويعلنون بأنهم يريدونه، ولكن للأسف فإن انتشار الأسلحة يقود في اتجاه معاكس، لأن الاتجار بالأسلحة يُعقِّد ويبعد حل النزاعات... وأما التحدي الآخر للسلام والذي نراه أمامنا، ويأخذ للأسف في بعض المناطق شكل مأساة بشرية حقيقية، هو تحدّي الهجرات القسريّة. إنها ظاهرة مُعقّدة، ولكن، ينبغي الاعتراف بأن هناك جهودًا كثيرة من قبل المنظمات الدولية، الدول، والقوى الاجتماعية، كما ومن قبل الجماعات الدينية وعمل التطوع للبحث على الإجابة بشكل مُتحضّر ومُنظَّم على الجوانب الأكثر تعقيدًا وحالات الطوارئ.

وأضاف الأب الأقدس يقول: لقد حان الوقت لمواجهة هذه الظاهرة بنظرة سياسيّة جديّة ومسؤولة تطال جميع المستويات: العالمية، القارية، العلاقات بين الأمم، وحتى على الصعيد الوطني والمحلي. يمكننا في هذا المجال أن نرى خبرات متناقضة مع بعضها البعض. فمن جهة نجد قصصا رائعة للإنسانية واللقاء والاستقبال، نجد أشخاصا وعائلات تمكنوا من الخروج من واقع غير إنساني واستعادوا الكرامة والحرية والأمان. ومن جهة أخرى للأسف هناك قصص تبكينا: كائنات بشرية، إخوتنا وأخواتنا، أبناء الله تحرّكهم الرغبة في العيش والعمل بسلام، ويواجهون أسفارًا مهلكةً ويتعرّضون للابتزاز والتعذيب ويموتون أحيانا في الصحراء أو في قعر البحر. إن ظاهرة الهجرات القسريّة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنزاعات والحروب وبالتالي بانتشار الأسلحة الذي تحدثت عنه سابقًا. إنها جراح عالمنا الذي وضعنا فيه الله اليوم لنعيش، ويدعونا لنكون مسؤولين عن إخوتنا وأخواتنا كيلا تُنتهك كرامة أي كائن بشريّ.

وختم البابا فرنسيس كلمته للسفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي بالقول: أيها السادة، إن الكرسي الرسولي يعلن اليوم لكم ولحكومات بلادكم عن نيته الثابتة في مواصلة التعاون لكي تتحقق خطوات إلى الأمام وعلى كل الدروب التي تقود نحو العدل والسلام، على أساس الحقوق الإنسانية المعترف بها عالميًّا.








All the contents on this site are copyrighted ©.