2014-05-12 17:11:05

البابا يلتقي الطلاب الإكليريكيين في المعاهد الحبرية بروما


التقى البابا فرنسيس هذا الاثنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان مدراء وطلاب المعاهد الحبرية بروما. وتحدث إلى الحاضرين مجيبا على بعض الأسئلة التي طرحها عليه عدد من الطلاب الإكليريكيين، واستهل كلمته مرحبا بالقادمين من بلدان الشرق الأوسط ومن أوكرانيا، مؤكدا أنه قريب جدا من أهالي تلك البقاع في هذه اللحظات الصعبة التي يعيشونها، لافتا إلى أن الكنيسة تتألم كثيرا وهي تُضطهد أيضا في بعض مناطق العالم.

بعدها تطرق الحبر الأعظم في كلمته إلى أربع ركائز مهمة في تنشئة الإكليريكيين ألا وهي: التنشئة الروحية، الأكاديمية، الجماعية والرسولية. وقال: لقد دعاكم الرب لتكونوا كهنة. وشجع أيضا الشبان الإكليريكيين القادمين من بلادهم إلى روما لينالوا تنشئتهم على الاندماج في الحياة الجماعية وحياة الدراسة بشكل مباشر، كما لا بد من البحث عن عمل في الحقل الرسولي في نهاية الأسبوع وهو أمر بالغ الأهمية، كما قال البابا.

تابع الحبر الأعظم الإجابة على أسئلة الطلاب الإكليريكيين مسطرا أهمية أن يبقى المسيحيون يقظين وأن يسهروا على ذواتهم، بدءا من السهر على القلب، وهذا الأمر تجلى من خلال حكمة الرهبان المسيحيين الأوائل الذين علّموا كيفية السهر على القلب والاعتناء به لأنه حيث يكون قلب الإنسان يكون هناك كنزه!

هذا ثم تطرق البابا في معرض رده على سؤال طرحه أحد الطلاب الإكليريكيين القادمين من مانيلا بالفيليبين إلى أهمية القيادة في الكنيسة، وقال إن القيادة توصف بعبارة واحدة هي الخدمة. وشدد على ضرورة أن يضع الراعي نفسه دائما في خدمة الشعب الموكل إليه، ولا بد أن يساعد قطيع المؤمنين على النمو وذكّر بكلمات القديس أغسطينس الذي حذّر من الرعاة السيئين الذين يستغلون الخراف ليأكلوا لحمها ويلبسوا صوفها.

ولفت الحبر الأعظم إلى أنه ليس من السهل أن يكون الإنسان متواضعا، وأن يتخلى عن غروره في بعض الأحيان لكن الله يسامحنا على بعض الأخطاء وهو لا يسامح الكاهن المتعلق بالمال والمغرور الذي يسيء معاملة الأشخاص. بعدها قال البابا للطلاب الإكليريكيين إنه يبدأ نهاره دائما بالصلاة قبل الاحتفال بالذبيحة الإلهية لينتقل بعدها إلى مختلف النشاطات معتبرا أنه من المهم أن يُنهي الإنسان يومه وهو يشعر بالتعب، شرط أن يكون تعبا سليما لا يضر بصحة الإنسان.

وفي رد على سؤال طرحه كاهن شاب من المكسيك بشأن البابا القديس يوحنا بولس الثاني والكرازة الجديدة بالإنجيل، قال البابا فرنسيس إن هذا الحبر الأعظم تطرق إلى هذا الموضع للمرة الأولى خلال زيارة قادته إلى سانتو دومينغو في العام 1992، وشدد آنذاك على أهمية الكرازة المرفقة بالحماسة والشغف والغيرة الرسولية. لكن الكرازة بالإنجيل تتطلب من المرء أن يخرج من ذاته ويقترب من الآخرين وإلا باءت هذه الجهود بالفشل.

وردا على سؤال طرحه عليه شاب إكليريكي من المعهد الحبري البولندي سلط البابا فرنسيس الضوء على أهمية اللقاء، والقدرة على التلاقي بين الأشخاص والإصغاء إلى الآخر والبحث معا عن الدرب والمنهج. كما لا بد ألا يخاف الراعي الصالح، لأنه يعرف جيدا أن الرب يساعده على الدوام. يجب أن يلتقي الراعي مع الأشخاص الموكلين إلى رعايته ومع الأسقف، وينبغي أن ينمّي الكهنة علاقات الصداقة فيما بينهم لأن هذه العلاقات تساعد الكهنة على عيش الحياة الكهنوتية والروحية والرسولية والجماعية والفكرية أيضا.

وختم البابا قائلا إن الصداقة الكهنوتية هي قوة المثابرة والفرح الرسولي والشجاعة وروح الداعبة. بعدها شكر الحبر الأعظم ضيوفه على حضورهم وتلا معهم صلاة افرحي يا ملكة السماء قبل أن يمنحهم بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.