2014-05-10 15:10:38

كلمة البابا فرنسيس لأعضاء مؤسسة "السنة المائة"


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا السبت في الفاتيكان أعضاء مؤسسة "السنة المائة" المشاركين في مؤتمر دولي للإجابة على بعض تحديات عالم اليوم في ضوء العقيدة الاجتماعية للكنيسة شاكرا الجميع على اهتمامهم بقيمة التضامن، وأشار إلى أن كلمة "تضامن" قد أصبحت مزعجة في النظام الاقتصادي الحالي والذهنية الناتجة عنه. فأزمة السنوات الأخيرة ولها أسباب أخلاقية عميقة قد نمّت هذا "النفور" من كلمات تضامن وتوزيع عادل للخيور وأولوية العمل. ولا توجد رغبة في دراسة قدرة هذه القيم الأخلاقية على أن تكون قيما اقتصادية ملموسة، أي أن تُحدث ديناميكية في الإنتاج والعمل... وأكد الحبر الأعظم أن مؤسسة "السنة المائة" تأخذ في عين الاعتبار الناحية النظرية وتلك العملية، وأشار بعدها إلى أن رجل الأعمال المسيحي لهو مدعو لعيش الإنجيل دائما في مكان عمله، ويدعوه الإنجيل لوضع الشخص البشري والخير العام في المقام الأول، وإلى الالتزام من أجل تأمين فرص عمل كريم، وأكد أن هذه المهمة تتطلب التعاون مع آخرين يتقاسمون هذا المبدأ الأخلاقي.

وتابع البابا كلمته مشيرا إلى أن الجماعة المسيحية ـ الرعية، الأبرشية، والجمعيات ـ هي المكان الذي ينتهل منه رجل الأعمال، والسياسي، المهني والنقابي، القوة لتغذية التزامهم. وهو أمر جوهري لأن بيئة العمل تصبح أحيانا قاحلة، عدائية وخالية من الإنسانية. فالأزمة تمتحن بقوة رجاء رجال الأعمال ولا ينبغي بالتالي أن نترك مَن يعانون أكثر من غيرهم لوحدهم.

ذكّر البابا فرنسيس في كلمته لأعضاء مؤسسة "السنة المائة" بأن المجمع الفاتيكاني الثاني قد شدد على أن المؤمنين العلمانيين مدعوون للقيام برسالتهم في بيئات الحياة الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية. وبمساعدة الله والكنيسة، أضاف الحبر الأعظم، تستطيعون تقديم شهادة فعالة لأنكم تحملون خبرة أشخاص ومؤسسات يسعون جميعا لتطبيق المبادئ الأخلاقية المسيحية بشكل ملموس في عالم العمل الحالي. وهذه الشهادة بالغة الأهمية، وأشجعكم على حملها بإيمان مكرسين الوقت اللازم للصلاة، لأن العلماني كما رجل الأعمال يحتاج للصلاة بقوة عندما تشتدّ التحديات. وختاما، ذكّر البابا فرنسيس بما جاء في تعليمه الأسبوعي الأربعاء الماضي الذي تمحور حول موهبة المشورة، من بين مواهب الروح القدس، وقال: إنكم تحتاجون لطلب هذه الموهبة من الله، موهبة المشورة، للعمل واتخاذ خياراتكم لصالح الخير. لترافقكم على الدوام الطوباوية مريم العذراء، أم المشورة الصالحة.








All the contents on this site are copyrighted ©.