2014-05-09 15:07:00

البابا فرنسيس يستقبل بان كي مون والمشاركين في لقاء مجلس الرؤساء التنفيذيين في الأمم المتحدة المعني بالتنسيق


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الجمعة في الفاتيكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والمشاركين في لقاء مجلس الرؤساء التنفيذيين في منظمة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق والمنعقد في روما. وجه الحبر الأعظم كلمة لزائريه قال فيها: لمن المعبّر أن يجري هذا اللقاء بعد أيام قليلة على إعلان قداسة البابويين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني اللذين يلهماننا من خلال اهتمامها بالتنمية المتكاملة للشخص البشري والتفاهم بين الشعوب، وقد بان ذلك أيضا من خلال زيارات يوحنا بولس الثاني العديدة إلى المنظمات في روما، ورحلاته إلى نيويورك، جنيف، فيينا، نيروبي ولاهاي، كما وشكر البابا الجميع على الجهود الكبيرة لصالح السلام في العالم واحترام الكرامة البشرية وحماية الإنسان، لاسيما الأكثر فقرا وضعفا، ولصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتناغمة.

أشار البابا فرنسيس إلى أن نتائج الأهداف الإنمائية للألفية، لاسيما في مجال التربية وتقليص الفقر المدقع، لهي تمثّل أيضا تأكيدا على فعالية عمل تنسيق "مجلس الرؤساء التنفيذيين"، وشدد في الآن الواحد على أن الشعوب تستحق وتأمل بثمار أفضل على الدوام، وأكد بعدها أن الأهداف المستقبلية للتنمية المستدامة ينبغي أن توضع أيضا بسخاء وشجاعة كي تحدّ بفعالية من الأسباب الهيكلية للفقر والجوع، وتحقق نتائج إضافية من أجل حماية البيئة وضمان عمل لائق للجميع وتقديم حماية ملائمة للعائلة، العنصر الأساسي لكل نمو اقتصادي واجتماعي مستدام، وأشار الحبر الأعظم بهذا الصدد إلى مكافحة كل أشكال الظلم، ومواجهة "اقتصاد التهميش" و"ثقافة الإقصاء" و"ثقافة الموت". وتوقف البابا بعدها عند إنجيل القديس لوقا حول لقاء يسوع بزكّا العشار الذي اتخذ، كما قال قداسته، قرارا جذريا بالمقاسمة والعدالة، عندما استيقظ ضميره من خلال نظرة يسوع، وأشار لضرورة أن يرتكز كل عمل سياسي واقتصادي لهذا الروح، فالنظرة التي هي غالبا بدون صوت لذاك الجزء من البشرية المهمشة والمتروكة، ينبغي أن تحرك ضمائر العاملين السياسيين والاقتصاديين من أجل اتخاذ خيارات سخية وشجاعة، تكون نتائجها فورية كقرار زكّا، وأضاف متسائلا: أيرشد روح التضامن والمقاسمة هذا أفكارنا وأعمالنا؟

تابع البابا قائلا: ينبغي أن يقود الوعي لكرامة كل أخ وحياته المقدسة وغير القابلة للانتهاك منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، إلى أن نتقاسم بمجانية تامة، الخيرات التي تضعها العناية الإلهية بين أيادينا. وأشار بعدها إلى أن لقاء يسوع المسيح بزكّا يعلّمنا أن تعزيز انفتاح سخي وفعال وملموس إزاء احتياجات الآخرين ينبغي أن يذهب دائما أبعد من النظريات الاقتصادية والاجتماعية، فيسوع لم يطلب من زكّا أن يبدّل عمله، إنما أن يجعل كل شيء في خدمة البشر. وذكّر الحبر الأعظم بعدها بإمكانية تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي العادل فقط من خلال توحيد القدرات العلمية والتقنية مع الالتزام المتواصل للتضامن والمجانية على كل الأصعدة. ويساهم في هذا النمو العادل العمل الدولي الملتزم بالتنمية البشرية المتكاملة لصالح كل سكان الأرض وإعادة التوزيع العادل للخيور الاقتصادية من قبل الدولة، والتعاون الأساسي للنشاط الاقتصادي الخاص والمجتمع المدني. وإذ شجع الحاضرين على مواصلة عمل تنسيق المنظمات الدولية، أي خدمة جميع البشر، دعا البابا فرنسيس لتعزيز تحرّك أخلاقي عالمي حقيقي، ينشر ويطبق المثل المشترك للتآخي والتضامن لاسيما إزاء الأشد فقرا وتهميشا.








All the contents on this site are copyrighted ©.